قائمة المدونات الإلكترونية
الاثنين، 22 نوفمبر 2010
لو استقبلت من أمري ما استدبرت
الحمد لله الذي أنعم فأتمّ وأرسل محمّداً رحمةً و أنزل الفرقان هدايةً و شرع فيسّر و أورثنا جنّة عرضها السّموات و الأرض...
فعملنا محفوف بتوفيق الباري و لو عدل لم يدخل الجنّة عاملٌ فرحمته سبقت غضبه سبحانه في علاه ما أعظمه وأكرمه...
و لو تأملنا في نعمائه لكان خيرٌ لنا أنْ نقف أربعين...فهو سبحانه و تعالى ذو فضلٍ يقنط الموحّد لولا كان في السّماء اله غير الله تعالى...
هو مولانا لا مولى لنا غيره ناصرنا لا ناصر لنا معه فتوكلنا عليه فهو حسبنا و له الحمد في الأولى و في الآخرة و يوم يقوم الأشهاد..
أمّا بعد:
خُلق الإنسان ضعيفا تارة يتمنّى يوماً بعينه و يا ليت شعري لو أدرك أنّ ملك الموت عليه السّلام ينتظره مع بدوّ قرص ذاك اليوم...
و تارة يتمنّى عروساً بعينها و يا ليت شعري لو أدرك سوقها ايّاه الى النّار بالسلاسل...
و بين تارة و أخرى تنقطع الأماني و تخيب الظّنون و لم يبق له من لسان الحال و المقال الاّ مقولة خاتم الرّسل و صحبه (لو استقبلت من أمري ما استدبرت.....)
و هيهات هيهات أنْ تعود الشمس من مشرقها أو يعود البدر يوم أهلّ أو يعود الشيب أسوداً!!!!
قالها صلى الله عليه و سلم في حجّته الأخيرة يوم أنْ ساق الهدي معه (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدى ولجعلتها عمرة...)الحديث
و قالها عبد الله ابن الزبير يوم قالها للكعبة و نقضها....و لو أردنا أنْ نحصي منْ قالها لكانت رسالتنا ذه تحمل العنوان نفسه فأقول:
لو استقبلت من أمري ما استدبرت لجمعتُ بداية قولها و العمل بها حتى يومتا ذا...
ثمّ أقول مستعيناً بالله تعالى وحده:
_ لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتزوج أمةً و لا حرةً ليس رغبة عنْ هديّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم حاشا و كلا و إنّما لعجز كاتب ذه السّطور, أن يجمع بين الحقوق معاً...
فالزوجة تأكل من حقوق طلب العلم و لا بدّ و احتساب ذاك في الله ممّا يسلّي النفس و لله الحمد.
_ لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتفوّه بحرفٍ و لم أخطُّ خطّاً في محاسن ماريا ليس لسوءٍ في حبيبتي و إنّما العين تدخل الرجل القبر و الجمل القدر و الحديث صححه الألباني يرحمه الله..
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لرابطتُ عند قدميّ منْ ربّياني صغيراً فذالكم الرباط فهما بمثابة الليل و النّهار و إن شئتَ فقل بمثابة الشّمس و القمر فهما حفظهما الله في شُقّة بعيدةٍ و بيننا قرى كافرة و أخرى مؤمنة...
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لحججتُ معهما العام ذا و لو بالعبور راجلاً أو ماشياً فلا أطيب أنْ أعود معهما كيوم ولادتي معنى و صورة, أبكاني طواف والدي الحبيب فأهرقه الشوط الرابع فجلس متربعاً منتظراً عودة عمل عضلة القلب إذ لم يبق منها الاّ بقايا صغيرة على حدّ قول أهل الإختصاص...كيف هو مع السعي بين الصفا و المروة بله الوقوف بعرفة بله رميّ الجمرات...اللهم متّع بصري برؤياه آمناً مطمئنّاً غانماً مبروراً.......
لطالما كنتُ أقول في دجى الليل و النّاس نيام عندما هطلت الأمراض تعصف بوالدي تارة يميناً و أخرى شمالاً (اللهمّ أمهله حتى يرى منّي الولد) فكانت ماريا و زلزلت به أوبئةً أخرى و باتت تأكل منسأته فقلنا (اللهمّ أمهله حتى يرى منّي عبد الرحمن) فكان عبد الرحمن و مضت الأيام و السّنون و ألمّت به حفظه الله أمراضاً لم تكن في أسلافنا فأصابت طائفة أخرى إنّما هي قيعان أمسكت الوباء و الله المستعان فقلنا (اللهمّ أمهله حتى يرى محاكاة عبد الرحمن منادياً يا جدّاه) فكان ذلك و الان اطمع منك ربّاه المزيد فإن ذُكرَ الحسن فأنت أنت, و إنْ ذُكِرَ الكرم فأنت أنت, إنْ ذُكِرَ العطاء فأنت أنت, إنْ ذُكِرَ الجود فأنت أنت...منْ أسأل و أنت خير منْ سُئل؟؟؟ و خير منْ أعطى
فلا جود الاّ جودك فأسألك بأنّك أنت الله الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد...
أسألك برحمتك التي سبقت غضبك بصفاتك و أسمائك (اللهمّ أمهله حتى يرى لعبد الرحمن عبدُ الرحمن يدبّ على أربع)
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لشددتُ الرحال الى شامة الشّام محمد ناصر الدّين الألبانيُ و علم القصيم الفقيه ابن عثيمين و مفتي الأنام ابن باز يرحمهم الله تعالى, فهل عجزت نساؤنا أنْ يلدن أمثالهم؟؟؟؟أمّ ضاقت الأرحام بحمل الجبال؟؟؟؟
_ لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفررتُ بديني أبتغي شغف الجبال و مواقع القطر و كفى به إيماناً فالشّهوة نكتة مظلمة و الشّبهة نكتة أخرى فأين نحن من ذاك اليوم الذي تبيضّ فيه الوجوه و تسودّ فيه وجوه!!!
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم اكتب نوناً أو سيناً الاّ بخمارٍ و قفّازين فالشّهرة و إشارة النّاس محبطٌ للعمل إذ لم يتدارك المرء ذلك و يقاتل الرياء بسيف الإخلاص و يقيم العزاء بمروط النّساء...فعليه و على الدّنيا و الآخرة السّلام
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم اقرأ كتاباً و لحفظتُ المتون و الصحاح نثراً و شعراً و قبلهما كتاب الله فقها و تأملاً و عملاً...
قرأتُ الف كتابٍ و نيّفٍ فلم أرقد الاّ قليلاً و أصابني ما أصاب بني اسرائيل يوم التّيه...
ثمّ تداركتُ تصحيح الطلب و حفظتُ بعضاً ممّا ينبغي حفظه و شتّان بين من حفظ العلوم يوم مبيت الهموم و منْ حفظها يوم تكاثرها و تناسلها فالهمّ بات غمّا بله....!!!
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لزهدتُ في تعبير ما يراه النّائم, أنّى لنا بعلم يوسف عليه السلام و ابن سرين!!!
هو أي رؤيا ما يراه النّائم من بقايا النّبوة و المبشّرات و كم لعب بالنّبوة أناسٌ!!!
منْ ارتقى منبر التعبير فهو مقتدٍ لا محالة بخاتم الرّسل صلّى الله عليه و سلّم شرط أن يكون عالماً لا متعالماً...
وحبّذا لو يدعك الرائي حين قولك لا أعلم,فأراه يطوف بك طواف القدوم و يسعى بك بين الصفا و المروة و ينحرك يوم تقول برأيك و الله المستعان.
لا يقبل منك نفيّ العلم فيُطعمك من مديحه الحسن فتظنّ الرّيّ يخرج من أظفارك و عندها تتربع على عرش بلقيس و إنّ الملوك أذا دخلوا قرية أفسدوها...
و إنْ أصبتَ عين الرؤيا أصابك عين الحاسد و منْ أكل كبد الحوت ليس كمنْ سمع عنه..
دعونا إن قلنا الله اعلم و لا تلحّوا في الطلب فاللمعبر أحوالٌ و منازلٌ و الاّ سنقع سويّا في شراك ابليس...
- لو استقبلت من أمري ما استدبرت لزهدتُ في الاشراف و االاستشراف فهما محنة لا منحة و لنبلونّكم بالشرّ و الخير فتنة...
_ لو استقبلت من أمري ما استدبرت لهاجرتُ حيث هاجر صلّى الله عليه و سلم و اسندتُ ظهري الى جدار الكعبة و تنقطع الأماني عندها حتى يأتيك اليقين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)