قائمة المدونات الإلكترونية
الأربعاء، 9 يونيو 2010
ويل للعرب من شر قد اقترب
الكثير كتب و ألّف عن اعظم فتنة ما بين خلق آدم الى قيام الساعة بينما احببت ان اختصر
تلك المطوّلات وا جمع بين تلك الاوصاف...
فمن اجل هذا و ذاك رأيت من الانسب ان اخطّ هذه الرسالة بقلمي على الشكل التالي:
_ حذف القصص الطويلة.
- جمع الاوصاف الدقيقة.
_اعتماد على الاحاديث الصحيحة
_....
# فعن انس رضي الله عنه ان النبي عليه السلام قال:
(ان أمام الدجال سنون خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخون فيها الأمين
ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الروبيضة )
ولأبي هريرة : قيل وما الروبيضة؟
قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
# وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال :
( ثلاثة اذا خرجنا لم ينفع نفسا" ايمانها لم تكن آمنت من قبل :
1 -الدجال
2- الدابة
3- طلوع الشمس من مفربها)
# وعن النبي عليه السلام أنه قال :
( ما بين خلق آدم عليه السلام الى قيام الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال)
# ومن فتنته :
1_ (( معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين أإحدهما عن يمينه والآخر عن شماله
وذلك فتنة الناس فبقول :
ألست بربكم أحي وأميت ؟ فيقول أحد الملكين : كذبت فما سمعه أحد من الناس
الا صاحبه _أي الملك الآخر_ فيقول له صاحبه :
صدقت وسمعه الناس فيحسبون أنه صدق الدجال وذاك فتنة ))
2_أنه (( معه نهران يجريان : أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجّج))
3_أنه (( معه جبل خبز )) أي معه من الخبز قدر الجبل وأطلق الخبز وأراد به أصله وهو
القمح .
4_ (( وأن من فتنته أن معه جنة ونارا" فناره جنة وجنته نار ))
5_ (( ومن فتنته أمره للسماء بالمطر فتمطر وللأرض بأن تخرج كنوزها فتخرج ...))
6_ (( ومن فتنته تسليطه على رجل هو من خيار الناس يومئذ فيقتله ثم يحييه...))
7_ ((... ))
# صفاته :
وهي على قسمين : صفات خلقية وصفات خلقية:
فالخلقية هي :
ادّعاؤه الايمان والصلاح ثم النبوة ثم الالهية ..
والخلقية هي :
1 (( مكتوب بين عينيه كافر أو ك .ف . ر))
2 (( جفال الشعر ))أي كثير الشعر
3 (( شاب قطط )) أي شديد جعودة الشعر
4 (( رأسه من ورائه حبك )) أي شعره متكسر من الجعودة
5 (( أفجّ )) وهو الذي اذا مشى باعد بين رجليه كالمختتن
6 (( جسيم أحمر ))
7 (( قصير ))
8 (( أجلى الجبهة )) جليّت الجبهة اذا اتسعت
9 (( أعور عين اليمنى ))
10 (( عينه اليسى كأنها عنبة طافية ))
11 (( ممسوح عين اليسى عليها ظفرة غليظة )) أي لحمة
12 (( احدى عينيه ليس لها حاجب ))
13 (( احدى عينيه خضراء كالزجاجة ))
14 (( لا يولد له ))
15 (( لا يدخل المدينة ولا مكة ))
16 (( لا يسخّر له من الدواب الا الحمار ))
17 (( ...))
# مخرجه ووجهته ومهلكه :
يخرج الدجال من قبل المشرق حيث العراق من خرسان حيث كوثى .
ووجهته الأرض كلها الا أربعة مساجد : مسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد المقدس والطور
وأول مصر من أمصار العرب يدخله البصرة.
وأما مهلكه فعند عقبة الفيق وهي مدينة بالشام بين دمشق وطبريا عند باب الّلد وهو موضع
بالشام .
# التحصينات :
_ قبل مجيئه :
1 الاستعاذة من فتنته فقد صحّ ذلك عن النبي عليه السلام من قوله وفعله :
فقال عليه السلام (( تعوذوا من أربع : من فتنة المسيح الدجال ...)) وهي من واجبات
الصلاة فتنبه
وأما فعله فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام(( أنه كان يدعوا في الصلاة : اللهم اني أعوذ
بك من فتنة الدجال ...))
2 عدم تمنّي لقاءه :
فقد صح عن النبي عليه السلام أنه قال ( لا تتمنو لقاء العدو ...))
3 حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف فقد قال عليه السلام : (( من حفظ عشر آيات من أول
سورة الكهف عصم من فتنة الدجال))
قال النووي:قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب و الايات فمن تدّبرها لم يفتن بالدجال.
4 ...
_ عند خروجه:
1 الهروب منه فقد صح عن النبي عليه السلام انه قال( من سمع بالدجال فلينأ_اي فليبتعد_
منه فوالله ان الرجل ليأتيه و هو يحسب انه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات))
2. ..
_ عند لقاءه:
1 قراءة ما حفظه _ قبل مجيئه_من سورة الكهف فقد فال النبي عليه السلام(( فمن رأه منكم
قليقرأ عليه فواتح سورة الكهف))
2 (( التفل في وجهه)) و هو بين النفخ و البصاق
3 الشرب من ناره فقد صح عن النبي عليه السلام انه قال (فان ادركه احد منكم فليأت النهر
الذي يراه نارا فليغمض عينيه ثم ليطأطئ رأسه فليشرب فانه ماء بارد))
4 الاستعانة بالله فقد فال عليه السلام( فمن ابتلي بناره فليغمض عينيه و ليستعن بالله))
5 الاستغاثة بالله لحديث الرسول عليه السلام(( فمن ابتلي بناره فليستغث بالله و ليقرأ فواتح
الكهف فتكون عليه بردا" و سلاما" ))
6 انكار المنكر فقد قال عليه الصلاة و السلام(( ان بعدي الكذّاب المضلّ... فسيقول: انا ربكم
فمن قال كذبت لست ربنا لكن الله ربنا لا اله الا هو عليه توكّلنا و اليه انبنا و نعوذ بالله
منك فلا سبيل له عليه))
و في رواية(( و نعوذ بالل من شرّك لم يكن له عليه سلطان))
اذا" فمن رأى الدجال فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ثم ليتفل في وجهه ثم ليسأل الله العون
و الغوث ثم يعيد قراءة فواتح الكهف ثم ليغمض عينيه و ليطأطيء رأسه ليشرب فانه ماء
بارد و عذب طيّب.
# فمن أي الفريقين انت؟
و عند خروج الدجال يتفرق الناس يومئذ الى فريقين:
فريق في جنة الدجال و فريق في ناره_ جعلني الله و ايّاكم في ناره_
فمن ابتلي بناره او ظهر عليه سمات المؤمنين فهو في نار الدجال و جنة الرحمن
و من دخل جنة الدجال او اتبعه على دعواه فهو في نار رب الدجال.
# فمن اي الفريقين انت ؟
فان خرجت ( من مكة او المدينة ) اليه او لم توفّق لقراءة ما بين عينيه فانت من اصحابه..
و ان لم تخرج اليه أو وفقت لقراءة حقيقته فأنت _والحمد لله_ من أصحاب عيسى عليه السلام
فقال عليه الصلاة والسلام ( فان الدجال يعرفه كل مؤمن ))
وقال أيضا" (( مكتوب بين عينيه( أي الدجال) كافر يقرؤه كل مؤمن ))
وفي رواية (( كاتب وغير كاتب ))
وقال أيضا" (( ترجف المدينة ثلاث رجفات ولا يدخل رعبه اليها ويخرج اليه كل كافر ومنافق))
# أتباعه :
قال عليه السلام ( يتبعه أقوام كأن وجوههم المجانّ المطروقة))
المجان المطروقة وهو الترس والطراق جلد يقطع على مقدار الترس فيلطق
ظهره .
شبّه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
وقال عليه السلام ( يتبعه سبعون ألفا" من يهود أصبهان ...))
# عدد الناجين من فتنته :
فقد صح عن النبي أنه قال ( لا ينجو من فتنة الدجال الا اثنا عشر ألفا رجل وسبعة آلاف
امرأة ))
وهذا الحديث من حديث حسان بن عطية وحكم عليه العلماء برفعه لأن أمثال هذه الأحاديث لا تقال
بالرأي والله أعلم
وهذا ما تيسر لي جمعه نسأل الله تعالى القبول ....
الثلاثاء، 8 يونيو 2010
عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب
--------------------------------------------------------------------------------
سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة 162
عقد الشيطان
و فكها
كما في السنة و الكتاب
بقلم
علي سعد سليم
صفر 1426 الموافق ايار2005
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
فعن ابي هريرة رضي الله و ارضاه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(يعقد الشيطان على قافية رأس احدكم اذا هو نام ثلاث عقد, يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد: فان اسيقظ و ذكر الله تعالى انحلّت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
هذا الحديث مما اتفق الشيخان على تخريجه من نفس الراوي و لا يخفى مكانة الشيخان عندما يتفقان على حديث ما و يخرجانه في صحيحيهما مع حرص البخاري على شرطه الشديد....
و للمتأمل في هذا الحديث العظيم ليجده يعلاج مرضا روحيّا معنويّا جسديّا في عصر كثُرت فيه الامراض المستعصية....
كما انه يبين مدى ارتباط القلب بالجوارح و تأثّره به تأثيرا" ايجابيا و هذا كثير في كلام نبينا صلى الله عليه و سلم كقوله(سوّوا صفوفكم او ليخالفنّ الله بين قلوبكم ( وغيرها ...فصلاح الظاهر مرتبط بصلاح الباطن و العكس صحيح...
فمن كانت مضغته صالحة فصلاحها يتعدى الى الجوارح و الاّ فاسدة مهما سوّغت نفس صاحبها و تمنّت عليه الامانيّ....
(الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح سائر الجسد و اذا فسدت فسد سائر الجسد الا و هي القلب( الحديث
كما انه يعالج جانبا هاما مما يلزم الاعتقاد به و الانقياد له الا و هو) ان الذين آمنوا( لا ينفك عنها بحال من الاحول(و عملوا الصالحات( فلا ايمان من دون عمل كما انه لا عمل من دون ايمان....
و للحديث مزايا اخرى لا تقل شأنا مما ذكرنا بعضا منها و هذا و ذاك سوف و بعون الله تعالى نمر عليه مرور الكرام و ربما احتجنا راحة للمسافر لتفنيد شبهات العوام نسأل الله تعالى التوفيق و السداد و المزيد من العلم و الرشاد انه ولي ذلك سبحانه صاحب الكمال و صفاته حسنى و جمال فعلم لم يسبقه جهل و لن يلحقه نسيان و ما عدا ذلك فهو علم الانسان....
مدخل:
(يعقد) و هذا ديدن الشيطان اللعين و عقده هنا يشابه عقده هناك في سورة الفلق) من شر نفاثات في العقد( و نفثه هنا(فارقد عليك ليل طويل ( تعمل عمل نفثه هناك فتأمل...
و لصعوبة المقام لم يعدل صلوات ربي و سلامه عليه عن العقد بغيرها من الالفاظ....
و بيد ان هناك عقدا يعني انه هناك حلّا" لها و من رحمة ديننا الحنيف دين ارحم الراحمين ) ان الدين عند الله الاسلام ( و دين افضل العالمين (و ارسلناك رحمة للعالمين ( فكان حل هذه العقد من ضمن التليغ( بلّغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته) فسبحان الخالق في الاولين و الآخرين...
و قافية كل شيء آخره و منه قيل قافية الشعر و هنا قافية الرأس اي مؤخره ....قاله ابن منظور بتصرف...
و قافية رأس احدى مواضع تجمع الدّم الفاسد و لذا كانت من مواضع الحجامة الشافية باذن الله تعالى...
و يدل هذا الحديث على حرص اللعين للحيلولة دون وقوع ما يقرّب الى الله تعالى من عمل صالح و لهذا السبب اعمل يديه الملونتين في ابرام مثل هذه العقد ....
و نزوله عند رغبته التي منحه الله ايّاها و لحِكَمٍ عديدة ) قال فبما اغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم) الاعراف 16
و قال ) قال ربي بما اغويتني لأزيننّ لهم في الارض و لأغوينّهم أجمعين)(الا عبادك منهم المخلصين) و هذا من عجزه) قال هذا صراط عليّ مستقيم)(ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين( الحجر 39-42
و حيث كان قيام الليل مما يقضّ مضجع الشرّ و اهله و على رأسهم ابليس اللعين فكان حريّ به ان يضع على الطريق بعض العوائق و السدود و منها عقده الثلاث....
فلا ) اذا هو اسيقظ ( و لا ) اذا هو نام ( تنساه عيون الغاوين ففي النهار الوساوس تعمل عملها و تثمر ثمارا كالهشيم المحتضر فهي اشبه بثمار العصف المأكول...
و اذا اراد هذه الانسان ان ينام و يرتاح من عناء كدّ النهار و قسوته ذهب اللعين ليعقد ما شاء له ان يعقد من العقد ليجعل نومه لا طاعة فيه....
و كان من ديننا الحنيف ذكر كل ما يقرّب الى الجنة و الحثّ عليه و بالمقابل ذكر كل ما يقرّب الى النار و النهي عنه و من هذه و تلك سبل فك العقد و حلّها....
ثم قوله صلى الله عليه و سلم(احدكم ( تشير ان اتباعه هم المرادون لا غير....
فابليس لم يتعهد بالجلوس الا على الطريق المستقيم حيث اتباع محمد صلى الله عليه و سلم يسلكونه في غدوتهم و روحتهم ذهابا وايابا....
اذا هذه العقد لا تنفك عن احد شهد للخالق بربوبيته و عبوديته و لرسوله صلى الله عليه و سلم بالنقياد و التسليم...
فمن تبع المبعوث رحمة للعالمين و تخلّق بسننه وآدابه له تبعية الاتّباع و حظه من هذه العقد لا محالة الا رجلا ذكر الله كثيرا فامتنّ الله عليه و رفع ذكره اليه فاجابه و اصبح من عباده المخلصين حيث لا سبيل للشيطان اليه...
يتحقق هذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(من عجز منكم عن الليل ان يكابده....فليكثر ذكر الله) صحيح الترغيب و الترهيب
و الا فيلزمه حلّ هذه العقد وفق ما جاء عن لسان المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه على الترييب التالي:
اولا:الاستيقاظ مع ذكر الله تعالى....
و من اراد الاسيقاظ فعليه ان يطلب مظانه و يأخذ باسبابه و من ثم يذكر الله تعالى بعدُ وِفقَ ما جاء عن معلّم البشرية عليه افضل الصلاة و اتمّ التسليم....
و قبل هذا و ذاك عليه باذكار المساء و الصباح ليَسُدَّ منافذ عدوّه و عدوّ آدم عليه السلام ثم يترك قبول ذلك الى الله تعالى فمن قبل منه حفظه و الا فردّه اليه لخلل فيه او لمحض الابتلاء....
و من هذه الاذكار على سبيل المثال لا الحصر:
قوله صلى الله عليه و سلم) من قال اذا اصبح: لا اله الا الله وحده لا شريك له له المللك و له الحمد و هو على كل شيء قدير,كان له عدل رقبة من ولد اسماعيل و كتب له عشر حسنات و حط عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و كان في حرز من الشيطان حتى يمسي و ان قالها اذا امسى كان له مثل ذلك حتى يصبح)ابو داود ,ابن ماجه.احمد,و هو صحيح...
ثم يقول ما صحّ عن النبي صلى الله عليه و سلم اثناء خلوده الى النوم كقوله فيما رواه ابو زهير الانماري ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا اخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي,اللهم اغفر ذنبي و اخسئ شيطاني و فكّ رهاني و ثقل ميزاني و اجعلني في الندى الاعلى)ابو داود.
و في ثنايا هذا الحديث العظيم ندرك مدى عذوبة لسان الحاقد الحاسد وأمانيه الداحضة الكاشفة لمن وفقه الله تعالى....
فهو مذ طرده تعهّد بغواية البشرية كما تعهد بفتح باب التوبة ربّ البرية...
واجابه الله تعالى لقوله(انظرني الى يوم الدين ( فقال (انك من المنظرين) لما فيه شر محض و اغلق دونه باب التوبة فهو رجيم حيث لم تغلق امام منتحل ( انا ربكم الاعلى ( و دونها من الفاظ....
و لذا قال صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عنه ابن مسعود رضي الله عنه و ارضاه ( ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله اليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر باربع كلامات:
بكتب رزقه و عمله و اجله و شقيّ او سعيد فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها و ان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه و بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخله ) متفق عليه
عود على بدء:
فما كان من هذا الحاسد الماكر الا الوسوسة و لغة) فراش ذليل ( و( ليل طويل(..
و يشير هذا الحديث الى مجاهدة النفس و حثها على مكارها و غيرها من النكت سنتطرق لذكرها في مظانها ان شاء الله تعالى....
و اعلم_يا رعاك الله_ ان هذه العقد الثلاث لا تنفك الا بالترتيب فالذكر اولا و الوضوء ثانيا و الصلاة آخرا و هذا ما ثبت من قوله صلى الله عليه و سلم و فعله....
و من ترك فك هذه العقد الثلاث فقد بال الشيطان في اذنه لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث عبد الله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى يصبح ما قام الى الصلاة فقال:
(بال الشيطان في اذنه)
ثم استدركت فقلت: فالبول مما يشعر بتقصير النائم فتأمل...
و ما جاء من فعله صلى الله عليه و سلم كما في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه صلى الله عليه و سلم اسيقظ فتسوك و توضأ و هو يقول(ان في خلق السموات و الارض...) فقرأ هؤلاء الايات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام و الركوع و السجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك و يتوضأ و يقرأ هولاء الايات)
فبداية الحديث توضأ و هو يقول الايات....فلا ينقض هذا كلامنا الاول و الذي عليه بنينا الترتيب النبوي فلربما كان شروعه صلى الله عليه و سلم عقب بداية ذكره هذا اولا....
ثم صح عنه التلفظ بداية و قبيل وضوئه بالبسملة و هي من ذكر الله تعالى( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ( و قد بينت السنة النبوية كيفية ذكر الله كما من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال( اذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله و عند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم و لا عشاء( مسلم.
و ذكر الله عند الطعام (يا غلام سم بالله و كل بيمينك...)
و على هذا و ذاك كان الترتيب توقفيّا...
وليحذر المسلم العدول عن سنة نبيه صلى الله عليه و سلم و عليه المجاهدة و المتابعة فلا يفك هذه العقد الا كما فكها افضل الخلق صلى الله عليه و سلم...
و كن على علم من تنويع المصطفى فهو تشريع فلا تتجرأ على ضمّ ما فرّقه صلى الله عليه و سلم فلو كان الخير في جمعه لكان صلى الله عليه و سلم من اول العابدين ثم الدّاعين....
هذا و قد استهلت كلامها عن التنويع ,فتاة في سن العشرين, حوت بضا من علم الاولين, و اوتيت فصاحة التمكين, لكنها وقعت في شباك اللعين...
فكان كلامها عن غسل الاعضاء و تنويع المصطفى صلى الله عليه و سلم فيها كما في الصحيح ,فكان وضؤوه تارة مرة مرة و تارة مرتين مرتين و اخرى ثلاثا ثلاثا لكل عضو و من زاد فقد طغى و ظلم...
و الاول من حديث ابن عباس و الثاني لعبد الله بن زيد الانصاري و الثالث لعثمان بن عفان و على هذا كان تبويب البخاري رحمه الله تعالى..
و هذه الصيغ الثلاث لا رابع لها فمن حرصها و حرص الشيطان على غوايتها آتاها من قِبل جهلها( و هذا الجهل لا ينفك عن كائن من كان فله حظه منه لا محالة ( فهوت عفا الله عنا و عنها ...فقالت:
و لكي نحظى بفضل التنويع فلنأتِ بصيغه جميعها فنغسل اليدين مرة و الوجه مرتين و القدم ثلاثا...
و هذه الكيفية الرابعة لا اصل لها في شرعنا القويم و انما هو من تلبيس ابليس و ما هكذا تورد يا سعد الابل....
و كأني بها تيممت من غبار الاذكار الطاهر للنووي الماهر رحمه الله تعالى فقد كرر ذلك في كتابه القيم و العصمة من عصمه الله تعالى....
و من جملة ما قال رحمه الله:
و لكن الافضل ان يجمع بين هذه الاذكار كلها ان تمكن من ذلك بحيث لا يشق على غيره و يقدم التسبيح منه....
و قال ايضا عند حديثه عن اذكار القيام من الركوع:
(اعلم انه يستحب ان يجمع بين هذه الاذكار كلها على ما قدمناه في اذكار الركوع...)
و قد ذكر قبل ذلك حديث حذيفة من صحيح مسلم انه قال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في ركوعه الطويل الذي كان قريبا من قراءة البقرة و النساء و العمران : سبحان ربي العظيم(
و قال معناه: كرر سبحان ربي العظيم فيه كما جاء مبينا في سنن ابي داود و غيره.
قلت: و نص الحديث كما في صحيح سنن ابو داود للالباني 818
عن حذيفة : انه رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي من الليل فكان يقول:
الله اكبر ثلاثا ذو الملكوت و الجبروت و الكبرياء و العظمة ثم استفتح فقرأ سورة البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه و كان يقول في ركوعه(سبحان ربي العظيم)(سبحان ربي العظيم) ثم يرفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحوا من ركوعه يقول) لربي الحمد ( ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه فكان يقول في سجوده( سبحان ربي الاعلى ( ثم رفع رأسه من السجود و كان يقعد فيما بين السجدتين نحوا من سجوده و كان يقول ) رب اغفر لي, رب اغفر لي)
فصل اربع ركعات فقرأ فيهن البقرة و العمران و النساء و المائدة او الانعام شك شعبة.
و كذلك ذكر النووي رحمه الله دعاء الصديق (قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا و لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني انك انت الغفور الرحيم)
قال: هكذا ضبطناه(ظلما كثيرا ( بالثاء المثلثة في معظم الرويات و في بعض روايات مسلم(كبيرا ( بالباء الموحدة و كلاهما حسن فينبغي ان يجمع بينهما فيقال: ظلما كثيرا كبيرا)
و كذلك قوله: و وقع في رواية ابي داود و غيره ( و بمحمد رسولا ( و في رواية الترمذي ( نبيا ( فيستحب ان يجمع الانسان بينهما فيقول ) نبيا و رسولا ( و لو اقتصر على احدهما كان عاملا بالحديث (من قال حين يمسي:رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد نبيا كان حقا على الله تعالى ان يرضيه)
عود على بدء:
اذا ذكر الله تعالى عقب الاستيقاظ اول ابواب حل عقد الشيطان ثم يليها الوضوء فقد قال صلى الله عليه و سلم(اذا اسيقظ احدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه )البخاري و مسلم
و في هذا الحديث نكتة يلزم مراعاتها الا وهي ان مبيت الشيطان يكون عند الخيشوم بمعنى ان الوضوء من دون استنثار لا ينفع لحلّ هذه العقد....
و هذا هو وضوء النبي صلى الله عليه و سلم فلم يعدل يوما ما على ترك الاستنثار و هو القائل صلوات ربي و سلامه عليه كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
(من توضأ فليستنثر و من استجمر فليوتر)
و لذا بوّب البخاري الفقيه فوق هذا الحديث بباب الاستنثار....
و هذا هو احسن الوضوء من دون منازع و اذ كان ذلك كذلك فقد قال ابو الدرداء رضي الله عنه و ارضاه عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال:
(من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين يحسن فيها الذكر و الخشوع ثم استغفر الله غفر له)احمد
فلا تعدل اخي الكريم عن الاحسن الى المشكوك فيه و دعك من الذين قسّموا اعضاء الوضوء الى سنن و فرائض مستدلين بآية الوضوء كما في سورة المائدة من قوله تعالى: يايها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الى المرافق و امسحوا برؤسكم و ارجلكم الى الكعبين.....) فهذا مثل قوله تعالى (و اقيموا الصلاة....) ( حرمت عليكم الميتة و الدم....) فلم يذكر تعالى تحريم الصلاة و هو من اوكد اركانها فقال صلى الله عليه و سلم عن الصلاة(تحريمها التكبير و تحليلها التسليم) و كلاهما ركن من اركانها و لا صلاة بدونهما اجماعا....
كما انه تعالى لم يذكر حلّ الكبد و الطحال و هما من الدم اجماعا ...
فافعال المصطفى و اقواله و تقريراته من تبينه لشرع الله تعالى (و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا...)
و الذي يهمني من هذه الاسطر ان اقول ان السنة تخصصُ عموم الكتاب و تقيّد مطلقه...و بالسنة يفهم الكتاب و بهما معا يتحقق الفلاح و بارشاد سلفنا الصالح النجاة كل النجاة من الزيغ و الضلال....
عود على بدء:
ثم اعمال الشارع في ميزانه لهو الحكم العدل...و من خلاله تحكم على نفسك اولا و على الآخرين ثانيا وانتفاء الموانع و تحقق المطالب له حظه مع الاخرين فكن على علم ...
فمن بات و العقد معقودة على قافيته و الشيطان عند خيشومه و البول على اذنه فنفسه خبيثة و الا فهي طيبة...
و الخبث و الكسل توأمان كما انه الطيب و النشاط قرينان و ذلك قوله صلى الله عليه و سلم:
(فأصبح نشيطا طيب النفس و الا أصبح خبيث النفس كسلان)
هذا و للحديث مزايا اخرى تركتها خشية الاطالة و لولا تلك المواضيع المتراكمة فوق ناصيتي لأسهبت له متونا و فروعا...
و اسأل الله تعالى التوفيق و السداد و الثبات و ان يقبل جهد المقلّ فله الفضل اولا و آخرا و ان يكن صوابا فمنه وحده و الا فمني و الشيطان و الله و رسوله منه براء....
تَََََََّمت بفضل َالله تعالى
الأحد، 6 يونيو 2010
الى مَنْ سَألَنِي عَنْ مَارية...فهَذا خَبَرُهَا مِنْ مُخْبِرهَا
لحمد لله الذي وهبني انثى على كِبَر...
الحمد لله الذي رزقني وردة بعد طول امد....
الحمد لله الذي متّع اناملي بعد قصرها عن اللمس...
الحمد لله الذي كحّل عيني بعد طمس البصر...
الحمد لله....
فالكبر و الامد و اللمس و البصر مجاز و الاّ فانا ابن الثلاثين ذو لمس نافذ و بصر حادق...
حملت زوجي و آتت نتاجها و انا في منأى عن هذا كله....
البداية كانت مؤثرة دونت اسطرا منها في رسالتي (بشروني بجارية فسميتها مارية)
و اخفيت بعضا منها و الان اظهره للملأ....سافتح الستار قليلا و ما دون الوجه و الكفان سيبقى ظليل الجلباب.......
كان الحمل في غير ميعاده...كانت اسبابه مبتورة الاوصال....كان التوكل في اعلى مراتبه...كان الجسد عليل الاوجاع...
البداية من حكمة ادركت فضلها بعد حين,من لكمة ايقنت حسها بعد فترة,من ضربة احسست بلذتها بعد مدة....
حادث سير مؤلم,غيبوبة قصيرة,تأوه خفيف و شديد....
النتيجة...صلاة الجالس بفضل صلاة القائم....لم اعد الحراك...انها ضربة موجعة و لكن ايقظت مكان وجداني....
ففي هذا الشهر و مع تلك الموانع و ذاك المصاب كان الحمل....
كان لقاءا بين زوجين بنية الذرية حيث كان التوكل في اعلى مراتبه...و الاّ فكيف يُتطب ما عجزنا عنه و نحن اصحاح!!!!
فكانت حكمة الباري ان كاتب هذه السطور بحاجة الى راحة نفسية و اخرى بدنية فكان الحادث المؤلم الموجع......
ثم اتى وحيّ السماء بالهامه ليتم اللباس بين الزوجين و لتكن نطفة مقدّرة و علقة مقررة و مضغة مكللة بعناية الباري سبحانه في علاه.....
هذه البداية,بداية تمنيتها و اتمناها طلبا للمزيد...و الاّ فالم المخاض يزول بعد اولى صرخات الرضيع الوليد...
كنتُ خلال هذه الفترة اشعر انني رائيٍ بحاجة الى معبّر....
ثم اكتملت عملية الولادة و ما زلت اعيش نفس الشعور!!!
و لامست ابنتي و عشت بين اكنافها طيلة شهر و نيّف و الشعور لم يغادرني حتى اللحظة...اي و الله
انه شعور الخيال...انه شعور الحلم....انه شعور لا استطيع وصفه بتلك الكلمات....
متى استيقظ؟؟؟متى ادرك ان الخيال هو حقيقة؟؟؟متى اشعر ان مرحلة الابوة اعيشها؟؟؟؟
سيزول الشعور تدريجيا و لو احساسي ببدء زواله ما استعطت الكتابة ما انا بصدده....
اتصلت زوجي قائلة:اليوم يوم الولادة....طار قلبي و اخذت قدمي اليمنى تشاطر الاخرى للوصول حيث المشفى...
فكنت اول الزائرين....اخذت اسأل عن مسمى زوجي و اساؤل نفسي اين هي؟؟؟في اي غرفة؟؟؟فكان الكل تحت جواب واحد....
لا يوجد عندنا بهذا المسمى....خرجت مسرعا فكنتُ المضيف لضيوف هي زوجي و والدتي و البقية....
ثم دخلت بهم و معهم و جلسنا حيث غرفة الانتظار....
بدأت اسمع نبضات قلب ابنتي....اصبح الملموس مسموعا....
و مرت ليلة بين الم المخاض و لذة الانتظار و دخلت زوجي غرفة الولادة فكان الطلق هينا لينا بفضل اخوة بعد الله دعو لنا بخلوات الليل.....
مبارك....جعلها الله من الصالحات....متّعها الله بحياة طيبة....
لم احسنَ الردّ,و كدتُ ان امشي خلف طابور المهنئين!!!
و لكن اين المهنأ؟؟؟ انه انا.....
الحقيقة باتت حقيقة و الخيال ظلّ خيالا.....
فسترت و جهي خلف جدران ذاك المكان لترى الدمعة مكان طريقها حيث الوجه و الفم و الذقن ثم الارض..........
فسمعت صوتا ينادينني تعالى و انظر لى ابنتك...انه صوت والدة زوجي...فنظرت من النافذة فكان عمرها عشر دقائق....
و مكثت اراقبها من دون فتور حتى اصبحت ابنة الساعتين...
فكانت تتلفت يمنة و يسرى....تبحث عن شيئ....الله اكبر
و بينما اراقبها عن قُربٍ و بُعْدٍ معا و اذا برجل غريب يقلبها راسا على عقب و يمسك بذراعيها و ساقيها مسكا شديدا....
انه الطبيب لدى العامة و الشرير لدى كاتب هذه السطور,انها ابنتي ماذا دهاه...اتركها,دعها...كلامات اخاطب بها نفسي....
فخرج و نادى سائلا من هو والد الفتاة....
ادركت انني اصبحت والدا....تلاشى شيئا من الخيال و لكنه سرعان ما عاد!!!!
ابنتك سليمة و لا تشكو من شيئ.....الحمد لله
انها مارية,مارو,مار...
كلامات اداعبها بهنّ...و للداعبة فنّ...وما زلت اسارق دعابات الاخرين و انسبها لنفسي....
المعذرة...قطعت الحديث مع اسماعكم للضرورة...
انها مارية كانت تنادينني بانينها,فجلست معها برهة و عدت لاكمل ما تبقى من حياتها...
مارية ليلها نهار و نهارها ليل, فراسها صغير لا شعر فيه للاماطة المسنونة (اميطوا عن الاذى)
و عيناها تحاكي جليسها و انفها كحبة اللؤلؤ....
و خدها الوردي و فمها ذو بسمة عريضة و عبسة جميلة...
اجمل حركاتها عندما تزعل و تبتسم...لا تقل الحديد بعين صاحبه حرير....
و اقاطعكم مرة اخرى حيث جميلتي ترقد على ذراعي الايسر و تناظر وجهي....يا ليت شعري لو تدرك انني اكتب عنها....
فها هي تتاوه تارة و تصرخ اخرى.....
و ها انا عيش اجمل لحظات حياتي و ستكتمل السعادة عندما ارى من مارية الحديث يجري بين ضلوعها و القرآن و علومه مجرى الدم.....
هذه حكاية مارية ابنة الشهر و النصف....و ستبدي الايام ما كان خافيا...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الدّمعة الالبانيّة
الحمد لله رب العالمين و الصلا السلام على سيد المرسلين و آله و صحبه أجمعين...
وبعد:
جاءني خبر وفاة الشيخ العلاّمة امير المؤمنين في الحديث, شيخ الاسلام من دون منازع, ناصر الدين اسمه, نصرة
الدين منجه, انه الالباني( رحمه الله)
جاءني خبر وفاته قبيل صلاة الظهر من نهار الاحد الثالثة و العشرين من جمادى الثانية من عام 1420ه...
تلفّت يمنة و و شمالا": ماذا اصنع؟ و من اعزّي؟ و كيف انعي؟.....
و نسيت السنة في كل هذه الامور و ما انسانيه الا الشيطان...
ثم تذكرت انّ للشيخ كتابا" عن هذا الموضوع فعندها اخذت اقلّب كتبه كتابا" كتابا" حتى وقعت يدي على
كتابه الفريد و الغريب( احكام الجنائز )...
فعندها هدأ روعي و بدأت اسيقظ شيئا" فشيئا"و كأن هناك نورا" قذف في قلبي و لله الحمد...
و بدأت قراءته بتدبر و امعان و بدأ ت الامطار الغزيرة تزرف من عيني حتى بلّ الكتاب و خشيت من اتلافه...
ثم و بعد قليل ازدت بصيرة على بصيرة بفضل الله و تعلّمت أو بالاحرى تذكرت كيفية النعي الجائز من غيره
و نعيت الشيخ كما ينبغي بعيدا" كل البعد عن انواع النياحة المذمومة المحرمة كالاعلان فوق المنابر و في
الاسواق...
و قبل موت الشيخ بفترة استمعت الى شريط من اشرطته و العجب من ذلك الشريط تلك المحاضرة:\
صوت نديّ,كلمات رائعة, عبرات خالصة, دمعات صادقة...
انّها كلمات الشيخ و عبراته الممزوجة بدمعاته...
ذالك هو التواضع المفقود, و الاسلوب المدفون...
فقد بدئت المحاضرة بمقدمة القاها شابّ حسن الصوت و الاسلوب و كانت كغيرها من مقدمات المحاضرات
( شكرا" للشيخ و ثناء" عليه و على علمه و دعاء" له بالخير و الاثابة...
و لم يكن في المقدمة شيء من الاطراء و المبالغة في المدح و انما اشتملت على بعض المدح و الثناء المتواضع
ثم ختم المقدّم كلامه ليبدأ الشيخ(رحمه الله) محاضرته:
بدأ الشيخ بخطبة الحاجة و في صوته ضعف و خشوع....ثم قال:
(((اشكر الاخ على كلمته و على ثنائه و ليس لي ما اقوله لقاء ذلك الثناء الاّ الاقتداء بالخليفة الاول ابي بكر
الصديق الذي كان الخليفة الحق و الاول لرسول الله صلى الله عليه و سلم)))
و لم يكن صوت الشيخ_رحمه الله_ يزداد الاّ تقطعا" و ضعفا" و خشوعا" ثم قال:
(((و مع ذلك فكان اذا سمع-رضي الله عنه- شخصا" يثني عليه خيرا" و اعتقد ان ذلك الثناء مهما كان صاحبه
قد غلا فيه فما دام انه خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو بحق و مع ذلك)))
و هنا انقطع صوت الشيخ و بكى طويلا" و سمعته يقول مخافتا"((( الله المستعان)))
ثم سكت و نشج و انتحب ثم اكمل فقال:
((( و مع ذلك كان يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون)))
ثم سكت ثم اكمل:
((( و اجعلني خيرا" مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون)))
و بعدها انقطع صوته مرة اخرى و بكى ثم قال:
(((هذا يقوله الصديق الاكبر فماذا نقول نحن من بعده؟
فاقول اقتداء" به اللهم لا تؤخذني بما يقولون و اجعلني خيرا" مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون)))
ثم اضاف الشيخ و هو يبكي فقال:
(((الحق و الحق اقول لست بذاك الموصوف الذي سمعتموه آنفا" من اخينا الفاضل و انما انا طالب علم لا شيء آخر)))
الى محبّي الشيخ رحمه الله:
قبل وفاة بقليل زاره من زاره و عاده كثير من الناس و حمّل الشيخ لبعض الزائرين امانة و ذلك بقوله له:
(((بلّغ سلامي الى كل من يحبني)))
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته.
و عليك السلام يا مصفّي السنة....
و عليك السلام يا مربّي الامة....
و عليك السلام يا قامع البدعة...
و عليك السلام..................
المسجد الأقصى في أمنٍ و أمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببتُ أن افرد الموضوع لمكانة مسجد الأقصى في قلوبنا و ما تحمله رؤيا أخونا حامل المسك من بشارتين عظيمتين بشره الله تعالى بالجنة..
فرأى فيما يره النّائم و الرائي امرأة
(
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الرؤيا لصديقتي أكتبها على لسانها وأسأل الله أن تكون بشائر خير لأهلنا في فلسطين
تقول صديقتي:-
رأيت كأني كنت أصلي في المسجد الحرام ثم خرجت امشي في طريق لأرجع الى السكن وفي الطريق رأيت ساقية عريضة يجري فيها ماء فقالوا ما هذه الساقية لم تكن موجودة من قبل فقلت لهم لا هذه ليست ساقية هذا حوض الكوثر, ثم ألتفتت الى المسجد الحرام وإذا به المسجد الأقصى وكانت الأرض حوله خضراء جميلة ورأيت جبرائيل عليه السلام فارشاً جناحيه على المسجد الأقصى وانتهى المنام. ))
و رابط الرؤيا:
http://www.roqyahsh.com/vb/showthread.php?t=9999
رموز الرؤيا:
المسجد الحرام
المسجد الاقصى
الساقية و الكوثر
جبريل عليه السلام
ملاحظة: الرؤيا العامة في الغالب تكون عامة لا علاقة الرائي بها...
و عندما يرتبط الحرام بالاقصى يكون هناك معجزة ما كما كان ليلة الاسراء و المعراج
و جبريل عليه السلام لا ينزل الاّ ليُبشّر أو ليُعذّب
و الجناح مكان الرأفة و الرحمة لقوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة...)
و الكوثر دليل الصلاة لقوله انا اعطيناك الكوثر فصل لربك...
و لون الاخضر دليل الاعمار و البركة و الصلاح و ادلة ذلك معلومة
فالتعبير على النحو التالي:
سيتغمد الله الاقصى برحمته و يعود كمسجد الحرام يدخله الناس افواجا بمعجزة و بالتالي لن يهدم و سيصلي الناس فيه شكرا لله تعالى و يعمرونه بالصلاة و الصلاح...
هذا و الله تعالى اعلم
ملاحظة: لا يعني هذا البتة ان نتركوا العمل من اجل الاقصى فتبقى هذه الرؤيا بين ثلاث و يبقى التعبير ظنّي يحتمل الخطأ و الصواب إذ لا يُجزم بتعبيرٍ ما انّه تعبير صائب الاّ إن كان رؤيا من نبيّ او عبرها نبيّ...
صبراً آل النّقاب انّ موعدكم الجنّة
الحمد لله الذي اختار لامّهات المؤمنين أفضل زوجٍ فكنّ رضوان الله عليهنّ بمحمّدٍ صلّى الله عليه و سلّم .
أمّهات للمسلمين
ثمّ أختار لهنّ من اللباس أستره و أتقاه و أنقاه فكان بياض باطنهنّ يقابله سواد ظاهرنّ و الامتثال بهنّ لا يعدله امتثال!!!
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للجنّ و الانس حتى من يمشي على أربع و رجلين ثمّ بطنه كما في سورة النّور فكلٌ يغترف من رحمته لا محالة.
أمّا بعد:
كلما اقترب الزمان و تقارب كلما أحاديث النبيّ صلى الله عليه و سلم باتت واقعا يمشي فيزداد المؤمن بها ايماناً و أمّا الذي في قلبه مرض حاله حال المطففين.
قال صلى الله عليه و سلم كما رواه الترمذيّ من حديث أنس رضي الله عنه:
(يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر).
و لا يتنازع اثنان انّ صاحبة الجلباب بما فيه ما يسمّى (النقاب) تتأول الحديث في واقعها...
فأتى ذاك الزمان المشار اليه بجذوة من نار و بات المسلم بصورة عامة يتأول الحديث في شتىّ حياته و الله المستعان
و باتت العفيفة الطاهرة النقيّة يشار اليه بالبنان كأنّها غضب الله في أرضه و لو أدرك مترفيهم انها أمان الله في أرضه لاتّخذوها الها يُعبد و صنما يُذبح عنده!!!
في ظلّ الحرب على الحجاب و بصورة خاصة على النّقاب يتهاوى الخبيث من النّاس بزلة قلمٍ أو بسقطة كلمةٍ تعدل مقولة قوم يأجوج و مأجوج (غدا نكمل ان شاء الله) و يفتح السدّ.
عندما أدرك عبّاد الصليب أنّ أرحام صويحبات النّقاب هنّ منْ سيضعن أمثال صلاح الدّين ليدق معاقلهم فتربصوا بهنّ كتربص فرعون بالذكور يوم أدرك زواله ببقاء موسى عليه السلام.
لكن مكر الله تعالى أعلى و أعظم لو كانوا يعلمون!!!
كلّما حُورب النّقاب كلّما ازداد عدد انصاره عملا و قولا و ذا فضل الله عجّل به لتسلية عباده.
فباتت تلك القطعة من القماش تجسّد دعوة للتطرف بينما الصليب بتمابله على صدور الرجال و النّساء معا دعوة للتسامح و قبول الآخر!!! هل يستويان لا و ربّ الكعبة
فسيكسر الصليب لا محالة و يبقى الحجاب رغم أنوف أصحاب الزكام
صبراً آل الحجاب و النّقاب انّ موعدكم الجنّة باذن الله تعالى
بَشَّرُونِي ((بِجَارِية)) فَسَمّيْتُهَا ((مَارِية))
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين والمبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد :
فمن حقوق الاباء على الابناء اصلاحهم و القيام برعايتهم و من حقوق الاباء على الاجنّة ان يتحدث الاول و يصغي الاخر....
مارية...كم هو مؤلم من ينادي من لا يسمعه!!!
مارية...كم هو موجع من يخاطب من لا يجيبه!!!
انه الزواج...فهو اصل في بقاء هيكل الانسان و لولاه لانقطع النسل و ظهر الفساد....
لا رهابنية في الاسلام....لا قيام من دون رقاد...لا صيام من صام الدهر...لا اسلام من اعتزل النساء....
فعائشة احبّ النسوة الى قلبه صلى الله عليه و سلم بعد من دثّره و زمّله....و ابوها من الرجال....
فتزوّج و انجب فكانت ذراريه ذكورا و اناثا.....فقُضي على الاول لان (ما كان محمد ابا احد من رجالكم....)
دمعت عيناه على ابراهيم الرضيع...و قبله على عمّه متكافئو الصنيع....و زوجه خديجة حصنه الحصين....
فكان صلى الله عليه و سلم قدوة في جميع حركات الدهر...و لا تسبوا الدهر فان الدهر هو الله...
و لا تسبّوا الرياح فانها مأمورة....فقد آتينا طائعين....
فمن وُلد يتيم الاب فليَذكر مصابه بمحمد صلى الله عليه و سلم...
فمن وُلد مفطوم و فطامه في عامين فليذكر مصابه بمحمد صلى الله عليه و سلم...
فمن و من و مهما كَثُرت العظائم و توالت المصائب فشرارتها الاولى مرّت على النبي صلى الله عليه و سلم بحلوها و مرّها و ذاق الامرّين معا و لم ينته الاّ بقوله (لا كرب على ابيك بعد اليوم)!!
فمصابك اخي...اختي....جزء من مصابه صلى الله عليه و سلم فاجتمعت به و عليه ليلقى ربّه في اعلى العليّين....
وُلدتُ في اسرة جَهلت احكام ربّها...و لولا المسمّيات لانقطع الحبل الوحيد الذي به صلتنا باسلاممنا....
ليس من الدين في شيئ بينا الاّ مسمّى عليٌ!!!فكنتُ عليّا بهذا الدين و لله الحمد وحده....
و نشأتُ و ترعرتُ بين اكناف عبّاد الصليب و اهل الشرك....
ووضعتُ قدمي في اول طريق القساوسة....فاللانجيل تاليا و للكنائس ساعيا و بتُ النصراني الصغير!!!!
و زَرع مولاي حيث نبض الفؤاد ان لا اترك علما الاّ الخوض بين لجاج موجه منذ نعمومة اظفاري و لم تنعم بيد الاسلام غربا و كنتُ شرقا!!!!!
و لذا بدأت قدمي اليمنى تُسابق الاخرى و يميني تخفي سرا....ساكونُ مكانك يوما يا قسّاً!!!!
حفظتُ الترانيم و رددت الاقاويل و ذُقتُ طعم خبز المسيح المزعوم!!!
و باركوا عملي و برّكوني و باركتُ غيري و هذا يعلم معناه كل نصرانيٌ....
و بتّ على انغام انجيل لوقا و مرقس و يوحنا و بطرس...فركعت منحنيا لمن لبس الطيلسان!!!
فان رأيتُ بام عيني فلم تر غيرهم و ان زوارت شخصا فلم ازور غير بيتهم و انا بين هم و هم جاء مناد من السماء ستكون شيخا لا قسّسيسا!!!نداء لم اسمعه و لكن ادركته عندما تعلمت تعاليم الاسلام....
و بدأت اصلي صلاة رباعية و ثنائية بركوع و سجود...بدأ ذلك يظهر نوره على اطراف البنان و يخفض لذكره موضع الحنان....
فكان النور لغيري ظلمة فمن رآني ادرك شيئا ما...و لذا بدأت معيار السنّور تتبدل الى اسد مفترس او نسر ذو مخلب جارح....
نعم انه سنّور قساوسهم...انه اسد حقيقتهم....انه نسر بطبائعهم....
ومن اصدق من الله قولا و حديثا فقال( و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم...)
و لا اريد ان اطيل حتى لا استوحش الحديث مع مارية....
فتدرجت وو عظت و خطبت و دوّنت و لوّنتُ و بتُ اُعرفُ بالشيخ....و انقلب الخيال الى حقيقة ,بفضل الواحد الاحد الديّان....
و مرت الايام و السنون و لم اذق طعم الفرح بذروته الاّ في عدة مواطن و هذه احدها....
و الاخرى عندما رأيت والدي_حفظه الله_ مصليا داعيا عندما احكم اليأس امامي و من خلفي......
و اصبح من كان يصدّ عن السبيل يمهده و يعبّده...يا للنعمة و اين شكرها؟؟؟؟غفرانك ربي غفرانك...
و الاخرى عندما انتهيت من الخدمة العسكريّة...حيث المعناة هناك مدونة معلومة لديكم....
و قبلها عندما اتتمت حفظ كتاب الله في الثامنة العشر ربيعا و خريفا....ربيعا باسلامي و خريفا بملازمتي قساوسة اهل الكتاب....
و بين هذه الافراح و تلك كانت الصغرى تلو الصغرى...ففرحت حين اممّت الناس في الصلاة...حين خطبتُ بهم خطبة الجمعة و انا ابن السابعة عشر....
و فرحت حيت عقدتُ عقد القران و تزوجتُ بميراي زوجي الوقور....
و كم كنتُ اجهلُ انهّ سيأتينني امتحان قاسٍ...تمنّيت بعدها ان اكون نسيا منسيّا....
اقتدوا بتلك الخصال الحسنة و دعو الخصال السئية فانا بشر اخطئ و مغمور بالذنوب....
فلا تُلقوا اللوم عند حديث اليكم بما هو اُخالفه و لا ارضاه....و لكنه الامتحان و الفوز او الخسران....
تزوجت لابْني و ارفع القواعد لعبد الرحمن....انتظرته سنة و اخرى و ثنتان بعدها....
انقلبت حياتي الى جحيمٍ....انتبهوا فقد اعلمتكم ان هذه صفات لا ارضاها و لكن ادوّنها للتاريخ و للعظة....
و اثّر هذا كله على طبيعتي ادركها من كان قريبا مني....و بتّ المجنون المعافى...و الاصمّ السميع...و البكم الطليق!!!!
و جاءت البشرى...و نزل المطر من السماء...فكان كالصاعقة حيث فيه البرد و الامن و الامان....
عدتُ مساءً الى منزلي...و اذا بزوجي يغمرها الفرح فلا تكاد ترى جارحة منها الاّ ينقصها الحديث و بدوّ مقدمة الاسنان...ماذا دهاك يا امة الله؟؟؟
فكنتُ ادرك طبيعة فرحها بالتخيلات لا القرائن...و لكنني تعودت ان اضع الامل جانبا خوفا من المفاجأة....
انني حامل....انني حامل....كلامات لم اتعوّد على سمعها....بل صليتّ عليها صلاة الجنازة و دفنتها في البقيع حيث الصحابة....
فكان اللقاء حارا و الخبر سارا....و بصيص النور و مكان النظر اراد ان يعبّر عن فرحتي...و لكنني لا احبّ ان يرى احدا دمعة عيني....
فخرجت مسرعا الى الشرفة....ابتعدت قليلا عن مكان بهجتي...اريد ان اختلي بنفسي...اريد ان اعاتبها و اؤنبها....اريد ان اشكر الباري اريد ان اضع الجبهة على الارض موضع القدم.....
لذا خرجت مسرعا....فمن فطنة زوجي تركتني قليلا....ما اقصرك يا ساعة...كنتِ تمرّين عليّ احسبك دهرا...فما بالك اليوم اسرع من رياح سليمان!!!!
مرّت هذه الساعة على خلوتي كانها عابر سبيل...
غسّلت وجنتاي و لحيتي بدموع الفرح!!!و اول المرة امارس دموع الفرح.....قرأتُ الكثير ان للفرح دموع و لكنني جهلتُ ماهيتة و لّذّته!!!!
فبعدما غسّلت الوجه و استنشقت و تمضممتُ من هذه الدموع فكانت بمثابة وضوء المسلم...
و الاسلام عوّدنا ان نأتي بالفاظ عقب العبادات فكان اول كلامي نطق به اللسان:
(((لا استحقُّ هذا يا رب..ما اكرمك خالقي و ما احلمك...لا استحق غير النار...)
و عدّت الى داخل المنزل و ظننتُ انّ بريق الموقف و جفاء الدمع ذهبَ باثاره...فنظرتُ الى المرآة لارى وجها لم اعتاد على مثله.....فتنكرتْ لي العيون و انكرتها فلم اعد اعرفها و لا الوجه....
ما زالت آثار دمع الفرح متناثرة و متلاشية!!!!!
فاذّن المؤذن لصلاة العشاء الاخرة...فانتهزتها فرصة للخلوة مرة اخرى....
فتغيّر كل شيئ من امام و عند حركاتي و سكناتي....فوالله شعرت انني في مكان لا اعرفه و حتى الاشخاص من حولي جهلتهم....فلا سلام و لا كلام....صليّت و عدتُ الى البيت.....
و انتظرتُ صباح يوم الغد...ليكون اليوم الاول اعيشه مع عبد الرحمن حيث هو نطفة!!!
و لم اتوقع ان زوجي و باشارة الطبيب يلزمها الرقود شهرا تاما....انه الحمل غير مستقر....
و لم يمرّ الاّ ايام قلائل الا و الصاعقة كاصاعقة عاد و ثمود تطرق اذني....ذهبت الاماني و الامنيات....ذهب عبد الرحمن....
و تعانق دمعي بدمعي زوجي...و صبّرتها في موطن احوج فيه الى من يصبّرني...و اختليت بنفسي مرة اخرى....
و شتّان ما بين الخلوتين....الدمع هو الدمع و الخلوة هي الخلوة و لكن الهدف مغاير....
و مرت السنوات و اصبحت بمجموعهنّ سبع شداد كسنين يوسف...
و كرهت حتى نفسي....و تمكّن الشطان من شخصي...و توالت عليّ المحن لم اهنأ بعيش فانا بين المرض الجسدي و الاخر الروحي....
فكانت سبعا لم اذكر بها يوما انني كنت معافا!!! بل الامراض تأتي مزدوجا.....و تعودت بل كرهت بطبيعتي الذهاب الى الاطباء....
و حتى عدم اظهار اي مرض امام الناس و من رآني اعتقد انني في صحة جيدة....
و اكرر لا تلومني فانني ملام!!!! كرهت كلَّ الرُّضع....و اي امرأة تحمل بين عضديها طفلا فلن تجد المبيت و لا دخول داري....
و ممّا زاد الطين بلّة ان جميع شقائق زوجي انجبن...و انين فلذات اكبادهم لا تفتر عن مناداتهم يا ماما....و يا بابا....
اصعب كلام نطق به الاطفال...و من ذاق طعم الحرمان ادرك مراراته!!!
و تناثرت عُقَد حبّات الؤلؤ و اكتمل تناثرها عندما تفوّهت بكلام اللا ارادي : انتِ طالق....
و مرة اخرى لا تلومنني فانني ملام!!!!
و لم يرد الله الا عودة الامور الى مجاريها الصافية....و عدنا بفضل الله تعالى...كاحسن زوج...كافضل راع.....
و تناسينا الماضي و هفواته و كبواته....و جددنا العهد مع الله تعالى و قطعنا شوطا كبيرا...و تولىّ الشيطان بحزبه خاسرا ذليلا....
و صرتُ اداعب الاطفال و استأنس بقربهم و طارت تلك القيود....و ابدلنا البشاشة مكان العبوس و المزاح مكان الجلوس....
و مرت ايامنا و كانت حبلى بما هو سرّ ابيه و الولد سرّ ابيه....
عاود الحمل مجددا....و ذهب على غرة من الامل..... و بكينا فرحا و لم نبك حزنا....
و هذا هو الرضى و بكاء النبي صلى الله عليه و سلم على ابراهيم هو اكمل و الافضل....
و لكن من بكى كبكائي بكاء الجزع فلا خير فيه....
و لم يمض شهرا و نيفا على التسليم بالرضى جاءت البشرى مجددا....
و قبلها كنتُ الاعبُ عبد الرحمن...و اناديه...و اناظره يتعثّر امامي...فابتسم تارة و احزن اخرى....
قبّلته كثيرا بين عينيه...و حملته اكثر على ظهري...فكيف به عندما يُصبح الخيال واقعا!!!!
و مرت الشهور الاولى و بقيّ الحمل مستقرا....علمتُ عندها ان الله اراد ان يكافئني...فيا لله ما اروعك من رب حليم عظيم كريم....
و بدأ الملك بنفخ الروح فدعوت كثيرا و سألته صالحا....
و بدأ قلبه ينبض و اناملي تلامس هذا...انه ابني....انه املي....انه حياتي...
و غمرتني السعادة....و التحفتُ بها....
كنتُ انتظره بفارغ الصبر....و بدأتُ اخطط له اولية طلب العلم....القرآن اولا...ثم احاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم ثانيا....و المتون العلمية و المنثور منها و المنظوم ليكون عالما تقيّا بارعا.....
تجرعتُ العلم متأخرا, و ضاعت عليّ الاوهام,فلا اريد ان يتكرر تاريخي العقيم لعبد الرحمن....
و جاء الخبر المُحزن من حيث الغاية لا الاصل....و لطالما قرأتُ متدبرا و معلّما (...و اذا بشّر احدهم بالانثى ظلّ وجهه مسودا و هو كظيم)
انها عائشة....ابنتي...لا عبد الرحمن....فلا تلومنني فانني ملائم!!!!
اعرف فضل الاناث و رعايتهم و القيام بشؤونهم....و هو اي الفرح بالذكورية كفرح ذكريا بقوله (خفت الموالي من ورائي....فهب لي من لدنك وليا)(يرثني و يرث من ال يعقوب و اجعله رب رضيا)
فاردفت ذلك قائلا لزوجي: (لا ضير...ساجعل منها_باذن الله_ رجلا)
و اصبحت ابنتي مارية هو الاسم المتفق عليه, و اخذتُ اتحسسُ مكان تواجدها و الاحقه من مكان الى مكان...و لم تفتر_حماها الله_ من ركلة و ضربة....مُوجعة زوجي مُدخلة على قلبي الفرح السرور,,,,
هيّأتُ لها مكانها الخاص....غرفتها...سريرها....مهدها....لُعَبِها....ك ُتُبها....
لم يبق الا اياما دون الشهر....حتى تأتينا بكدّها و سعدها....
اسألونني عن وزنها؟؟؟اسألونني عن طولها...عن طبيعة نومها....وقت اسيقاظها؟؟؟؟فقد عرفته و هي في بطن امّها....
ساترك الاجابة عن هذا و ذاك لها لتخبركم باذن الله....و اُترجم انينها لكم....
اسال الله ان يجعلها راعية واعية سالمة....و ان يرزق كل محروم...اللهم آمين
الاساءة في جهل اشراط الساعة
فعندما رأيت الغفلة عن امور عظام...بينما نشاهد كل يوم او اكثر علامة مما اخبر به صلى الله عليه و سلم بدنو الساعة و اهوالها العظام,فلا عبرة و لا تذكرة و كان الاجدر بنا الانتباه و محاربة اهل الكتاب و غيرهم بالمغيبات مما تدل على صحة نبونه صلى الله عليه و سلم...
و لكن فاقد الشيئ لا يعطيه...فاكثرنا ممن يجهل هذه العلامات و بالتالي كيف يسوغ لنا ان نواجه بها...فلا بدّ ان تكون امام نصب اعيننا...
فلذا رأيت ان اضعها معنونة...مستعينا بكتاب اشراط الساعة ليوسف الوابل...
و اكتفيت بذكر حديث واحد تحت كل باب طلبا للاختصار و اخترت اشملها ثم تقريبه لزماننا هذا بحيث يتناسب مع مقضتيات العصر شرط تحققه و وقوعه....
سائلا المولى التوفيق و حسن السداد....
بداية:
اشراط الساعة منها ما هو كبير و منها ما هو دون ذلك...و نسمّيه اشراط الساعة الصغرى و اكثرها تحقق و لذا البدء بها اولى...
اشراط الساعة الصغرى:
1_بعثة النبي صلى الله عليه و سلم:
فقد صح عنه كما في البخاري قوله(بعث انا و الساعة كهاتين و يشير باصبعيه فيمدهما) و لمسلم (ضم السبابة و الوسطى)
فهو صلى الله عليه و سلم نبيّ الساعة و اماراتها الكبرى اقصد علاماتها الكبرى كالدجال و الدابة و نزول المسيح و غيرها مما سيأتي ذكره تباعا ان شاء الله تعالى...
فبعثته صلى الله عليه و سلم شرط في تناثر حباتها الكبرى و لذا كان الدجال كما في صحيح الامام المسلم من حديث تميم عندما استقرت بهم السفن على احد الجزر...و رأوا الدجال فكان سؤاله...ابعث محمدا صلى الله عليه و سلم!!!
اذا بعثته دنوّ خروجه....
فهو صلى الله عليه و سلم و الساعة كالسبابة و الوسطى في يد واحدة بله لا يفرقهما فارق فليس بين السبابة و الوسطى اصبع او حاجز....
و المشابهة هنا من ناحيتين اراهما...
اولاها قربهما من بعضهما البعض و الاخرى مسافة الطول بين الوسطى و السبابة فعادة الوسطى تطول عن السبابة بقدر زائد...
و ان رأينا اصل الطول فيهما و الطول الزائد لرأينا قرب الساعة مما مرّ على الدنيا مذ ولادتها....
و يأتّى هذا اذ بين بعثته صلى الله عليه و سلم اشراطا كثيرة و ها نحن اليوم تجاوزنا 1428 من هجرته صلى الله عليه و سلم فهذه المدة هي من القدر الزائد في الوسطى و بقي ما لا نعلمه بيد نستطيع ان نجزم انّ ما مرّ اكثر بكثير مما بقي...هذا و الله اعلم
2-موت النبي صلى الله عليه و سلم:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي....)
فموته صلى الله عليه و سلم مؤذنة لقيام الساعة,و انضحال شق الامل حيث لا عذاب يصيب اتباعه الاّ بعد التحاقه صلى الله عليه و سلم بالرفيق الاعلى...
ضمنا العذاب وقتها لقوله تعالى (ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم و ما كان الله يعذبهم و هم يستغفرون) فمن يضمن الاخرى!!!
كم من مستغفر!!!كم من تائب!!! لو اننا كنا من اهل الاستغفار لكان وابل الخير الذي اصاب اجدادنا لا يخطئونا!!!
فاستغفارنا يلزمه استغفار....
انقطع خبر السماء...كان جبريل عليه السلام زائرنا و النبي بين اظهرنا و هذا من اهل الجنة و ذاك سبقك بها عكاشة و آخر انت منهم...انقطع هذا كله و لا حول و الا قوة الا بالله.
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
فكان صلى الله عليه و سلم حجيجنا عند اعظم فتنة آتية فتواكلنا وقتئذ!!!و لكن ان يخرج و لستُ فيكم فكل امرئ حجيج نفسه...
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
لم تر البشرية مثل عدله صلى الله عليه و سلم مثل رحمته رأفته انه القرآن الذي يمشي,رضى مولاه برضاه و سخطه بسخطه....انه اعظم خلق الله تعالى كان يصلي بنا في غلس من الليل ويبتسم لنا و يمازحنا و يأكل معنا و يؤاكلنا و يحفر الخندق و يسامرنا....انقطع هذا كله... اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
كانت حواريه خير حواري...تربطهم به صلى الله عليه و سلم صلة القرابة و المصاهرة و الدين...فليس لنا من هذا غير الدين,فحيهلا الى السنن صغيرها و كبيرها اذ كلها كبير, أيُعاب علينا لبس القصير من الثوب و عود الاراك على اريكة مقدمة الاسنان و الضواحك و حديثنا عن الحيض و النفساء و بتنا علماء السلطة و احفاد هذه الاوصاف!!!!
أقصير الثوب قشر يُرمى!!! و المسبل و الاسبال من كبائر الذنوب!!!
مسواك يُرضي الخالق قِشْرٌ يُرمى!!! و لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء...عند كل صلاة!!!
ام هو حديثنا عن الطهارة و مفتاح العبادات قشر يرمى!!! اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
كم احثدثنا بعده صلى الله عليه و سلم؟؟؟ او ما زال يعرف اوصافنا صلى الله عليه و سلم؟؟؟اذ لو كانت اوصافنا سيماهم في وجوههم من اثر السجود غير مقرونه بسيماهم في قلوبهم من اثر الاتباع لكانت ناصية الخوارج اقرب منا!!!
ام هو الحديث عن الخروج على الحكام..اهذا من هديه صلى الله عليه و سلم؟؟؟ام اننا استدركنا عليه ام انه خان الرسالة حاشاه من هذا كله...
اليست بدعة الخروج شعار الخوارج...فاملل عليّ من حفظك...من كتابك...لا ضير... عن عالم ربانيّ خرج على السلطان!!!
امتُحن امام اهل السنة حيث المعتزلة كانت الحاكم...سُجن...ضُرب...و لو قال اخرجوا لاخرجت البشرية عن بكرة ابيها...
قالوا...علماء سلطة لا يفقهون في السياسة...و بات ميزانهم و مكيالهم من تربّع على عرش بلقيس هو ذو فهم بالسياسة!!!
من حفظَ الكتاب و اقام السنة هو من يسيّس القوم و لو ابى اكثر الناس اذ اكثرهم لا يعلمون...لا يعقلون...لا يؤمنون...
دانت لنا الدنيا بكدّها و كديدها و بلغت قلوب اقطابها من الروم و فارس و توابعهما الحناجر...هذا عندما كنا حواريون لم تعرف لها البشرية مثيلا!!!
لسنا كحواريّ موسى اذ قالوا و اكثر القول (لا نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)
و لسنا كحواري عيسى اذ قالوا (هل يستطيع ربك ان ينزّل علينا مائدة من السماء...)
بل كنا ذاك الحواريّ...لو خضت البحر لخضناه معك...
كل هذا انقطع بموته صلى الله عليه و سلم و لم يبق الاّ رجال او اشباه الرجال تعصف بهم ريح الدبور فتلفظهم تارة هنا و تارة هناك....العوبة بيميني ابليس....
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
اذا فلننتظر الساعة....انها ساعة
3-فتح بيت المقدس:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة :فتح بيت المقدس....)
ثم كان الفتح الاسلامي ، وذلك في سنة 636م الموافق 15هـ ، وكان ذلك على يد الخليفة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه ثم فتح الاسلامي على يد صلاح الدين الايوبي رحمه الله و سيكون هناك فتحا آخر....
و بيت المقدس يشمل المسجد و مدينة القدس و الارض المقدسة هناك اذ لا عبرة بفتح المسجد و حوله تحت الاحتلال فها هو اليوم بامرة اهل الاسلام...
فتحقق فتحان و بقي فتح و ارجو ان يكون قريبا....
و لن يكون ذاك الفتح ان لم تتغيّر معتقداتنا حول الاحتلال و كيفية تحرتر بيت المقدس...
لم يكن يوما ما تحرير الارض هو غاية اسلافنا الاوائل...و انما كانت الغزوات و الفتوحات لاخراج الناس من ظلم العباد الى سعة الرحمن...
اما تحرير الارض فالارض تظل مقدسة و لو ساكنها افجر خلق الله...فقدسية الارض لا تجعل من ساكنها مقدسا كما انه معصية ساكنها لا يُنقص من قدسيتها...فاحفظ هذا انه مهم
فلنتطرح تلك الشعارات...تحرير الارض...و نستبدلها بتحرير الناس و عندها يأتي الفتح باذن الله تعالى...
ثم ليعلم من اطلق على جمعيته او حزبه او حركته مسمّى مقدسا لا ينطبق عليه نبؤته صلى الله عليه و سلم فالذي يفتح بيت المقدس هو فتحاويّ اشتقاقا من كلمة الفتح فلا يعني هذا هو المقصود من فتح بيت المقدسي,كما ان الله تعالى مدح و قيّد النصر بحزب الله في موضعين من القرآن لا يجعل حزب الله الشيعيّ هو المقصود...
وما هذا الا ان المسميات كانت قبل ولادة تلك الحركات فلذا لا تتغتر بنهيق هؤلاء و لا بصراخ اولئك.......
فالفتحاويون الذي يفتحون بيت المقدس هم نفسهم الفتحاويون بزمن صلاح الدين و نفسهم الفتحاويون بزمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه...
و عند المقارنة نعاين سعة الخرق...فاتفقت اسماؤهم و اختلفت افكارهم....فلننتظر الفتحاويون الجدد فانهم قادمون لا محالة....
و ما ابعدك يا حماس عن هذا كله!!!فالذي يفتح بيت المقدس هو من يؤمن بان الله فوق السموات و ان توحيد الالوهية مفهوم الشهادة و ان نثبت ما اثبته الله في كتابه و ننفي ما نفاه عنه سبحانه و تعالى..
فلا بدّ للفتحاوين الجدد ان يشاركوا من سبقهم من الفتحاوين في زمن صلاح الدين و قبله عمر ابن الخطاب في الاعتقاد و العمل...
فلنفتح غزة فتحا تلو فتح...و لنصلي على مشارف البرنمان...و لنضرب ضربا مبرحا لمن صلى على قارعة الطريق...فالذي سيفتح بيت المقدس ليست هذه اوصافه!!!
ماذا ستفعلون بقوله تعالى (ارأيت الذي ينهى)( عبدا ان صلى)؟؟؟
نعم قال تعالى (و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و ارصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل...)(لا تقم فيه ابدا....)
فليبق المسجد الضرار قائما...لا يُهدم و لا يُصلى فيه....
قال صلى الله عليه و سلم عندما اشير اليه بقتل المنافقين...و هم اي المنافقون الذين خرجوا من الدين حيث نفاقهم النفاق الاكبر...فقال صلى الله عليه و سلم(اني اخشى ان يقول الناس ان محمدا يقتل اصحابه)
فنقلت وسائل الاعلام المسموعة و المرئية ما لم تخشوه على انفسكم...فالحكمة و الاتباع هما صفتان للفتحاوين الجدد....
الفتحاويون قادمون... فلانصرنّهم نصرا مؤزرا...ياليتني اكون فيهم جذعا...
4- الطاعون:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة :ثم مُوتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم....)
و ذكر ابن حجر ان هذه العلامة كانت في طاعون عمواس في خلافة عمر رضي الله عنه بعد فتح بيت المقدس...
ففي هذا الطاعون مات الكثير من الناس و الصحابة...
و موتان بضم الميم هو الموت الكثير...و عقاص الغنم هو مرض يصيب الغنم فتموت بكثرة و فجأة........
فمثّل ما حدث وقتها للمسلمين بمرض يصيب الغنم قيأخذها عن بكرة ابيها...
و الامراض تارة تكون نعمة من الخالق على عبده و تارة نقمة...
فالذي يأتي بغتة و على غرة و فجأة هذا لا خير فيها و كثير ما كان صلى الله عليه و سلم يستعيذ منه...
فلا يدعك هذا المرض المفاجئ للتوبة و عمل ما فيه خير لك عند لقياك ربك...و تشعبت مسميات تلك الامراض المفاجئة...منها جلطة الدماغ.سكتة قلبية, توقف القلب, و غيرها...و كثرتها نذير شر اذ لو احب الله عباده لعملهم لاستبدلها بامراض ذات نذير...
فانظر في كتب الاوائل و على رأسهم الانبياء فجلّ ان لم اقل فكلها موت ذو نذير...
نسأل الله ان يصيبنا من الامراض ما فيها النذارة...اللهم آمين
بينما الامراض التي تأتي بنذير فتفسح لصاحبها المجال للتوبة و العمل الخالص لله...فمكرمة من الباري...
بينما ميزان الخلق في هذه الاونة غير هذا...فيعتبرون الامراض المستعصية علاجها امراض شؤم.........كمرض السرطان مثلا بل لا تسمع بذكره جهرا و لا همسا...ملك الخوف فؤادهم حتى عدلوا عم مسماه بالمرض الخبيث...فخافوا المرض و لم يخافوا ربه...فخافوا السبب و نسوا المسبب...
و للمتأمل في هذا المرض ليجده اكثر الامراض التي يقترن بها النذير بوقت كافٍ...فهو نعمة و رحمة و توسعة على العبد للتوبة....نسأل الله ان يبلغنا توبة قبل الممات...يتبع ان شاء الله
الأسئلَة النَجْدِيّة وَ الأجْوِبَة اللبنَانِيِة(1)
التّعبيرُ المُصَوَّر....
أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ
عشرون رمزا و نيّف...تدل على صلاح أوطلاح الميّت
الحمد الله الذي جعل رؤيا المؤمن لا تنقطع مع انقطاع النبّوة فكانت فيصلا لتثبيت فؤاده و تسليته تارة و حثّه و ارغامه على الخير تارة أخرى...
فالخير في رؤيا المؤمن ما دامت السموات و الارض و لا خير فيما أنكر ما يرونه الناس و هم نيام و اتّهم المعبّر بصفات تحكم على قائله للوهلة الأولى...
فلو تتبع ذا الناكر كتاب ربّه لأدرك مكان الرؤيا فيه و عدد الآي التي ذكرت رؤيا الناس و عندها سيعلم أنّه يناطح علماً ليس له سلفا في آبائه بله و لا أجداده!!!و المرء عدوّ ما يجهل فمن جهل تعبير الرؤى اعدّ لناصريه الحرب إذ حقيقة حارب الكتاب و السنة و الله المستعان.
و ليس هدفنا في ذه الرسالة تفنيد أقوال مناصري حزب من ينكر التعبير و أصوله إذ دارة عليهم الدائرة و حصدت الحرب أوزارها و كانت لنا النّصرة بفضل الله وحده...
و انما ذه الرسالة تحوي على أصولٍ تعين المعبّر على التزامه التعبير النقيّ الصافي لتلحق بأخواتها من الرسائل التي حذت حذوها و تلقت الفئة الغالبة من الناس لها بالقبول و لله الحمد...
و يعود سبب كتابتها عندما رأيت شامة الشام ناصر الدين الالباني رحمه الله رحمة واسعة رأيته يضحك و يلعب و لا لحية تكسو ذقنه و وجنتيه...
فخاض الناس في ضياع حول هذه الرؤيا و القليل منْ أدرك تعبيرها و المدرك لها اعمل سنة النبي صلى الله عليه و سلم و الاّ لناله من الضياع ما نال غيره...
و لذا أحببت أن اضع بين يدي القراء بعضاً من الرموز التي تدل على صلاح الميّت و طلاحه لسيما أن حسنت خاتمه أو أساءت...
و كنا نودّ حصر الرموز جميعها في ذه الرسالة و لكنّ الصوارف أحالت دون ذلك فاكتفينا ببعض منها علّها تفتح الأبواب و يزيد عليها المقبلون لتتم بحمد الله و رحمته...
و جميع ما ذكرنا له مستند من الكتاب أو السنة أعرضنا عن ذكره خشيتة الاطالة و نسأل الله القبول و السداد:
* صفات اهل الجنة:
1-رؤية الميت و طوله سبعون ذراعا..
2-رؤية الميت يشرب خمرا.
3-رؤية الميت يشرب عسلاً.
4- رؤية الميت يشرب ماء بارداً.
5- رؤية الميت يمشي على تربة بيضاء
.6- رؤية الميت يأكل من كبد الحزت.
7- رؤية الميت و لا لحية له.
8- رؤية الميت و شعر رأسه أسوداً.
9- رؤية الميت يلبس حريرا أو ذهباً.
10- رؤية الميت مع أطفالٍ.
11- رؤية الميت في قصرٍ.
12- رؤية الميت و رائحته ذكية.
13- رؤية الميت لا يبول و لا...
14- رؤية الميت بثوب جديدٍ.
15- رؤية الميت في جوف طير خضر.
16- رؤية الميت يمتشط بمشط من ذهب.
17...
-*صفات أهل النّار:
1- رؤية الميت و ضرسه مثل أحد.
2- رؤية الميت و عرض جلده سبعون ذراعاً.
3- رؤية الميت نائم على بطنه.
4- رؤية الميت يبكي.
5- رؤية الميت يصرخ.
6- رؤية الميت محروق.
7- رؤية الميت يشرب ماء حميماً.
8-......
هذا ما يحضرني الان و لا يشترط اجنماع جميع الصفات في شخص واحدا بل تكفي صفة واحدة ذا و الله تعالى اعلم و احكم.
رفقاً ((بالحوينيّ)) يا موت
فاليوم هو الجمعة الثاني من شهر الله المحرم لسنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.وأنا لم أصعد هذا المنبر منذ الخطبة الثانية من شهر شعبان من السنة الماضية ولم أكن مؤهلا اليوم لأن أخطب الجمعة.
الصفحات
المتابعون
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(40)
-
▼
يونيو
(13)
- ويل للعرب من شر قد اقترب
- عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب
- الى مَنْ سَألَنِي عَنْ مَارية...فهَذا خَبَرُهَا مِ...
- الدّمعة الالبانيّة
- المسجد الأقصى في أمنٍ و أمان
- صبراً آل النّقاب انّ موعدكم الجنّة
- بَشَّرُونِي ((بِجَارِية)) فَسَمّيْتُهَا ((مَارِية))
- الاساءة في جهل اشراط الساعة
- الأسئلَة النَجْدِيّة وَ الأجْوِبَة اللبنَانِيِة(1)
- التّعبيرُ المُصَوَّر....
- أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ
- عشرون رمزا و نيّف...تدل على صلاح أوطلاح الميّت
- رفقاً ((بالحوينيّ)) يا موت
-
▼
يونيو
(13)