الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للخلق اجمعين و على آله و صحبه الى يوم الدين...
فعندما رأيت الغفلة عن امور عظام...بينما نشاهد كل يوم او اكثر علامة مما اخبر به صلى الله عليه و سلم بدنو الساعة و اهوالها العظام,فلا عبرة و لا تذكرة و كان الاجدر بنا الانتباه و محاربة اهل الكتاب و غيرهم بالمغيبات مما تدل على صحة نبونه صلى الله عليه و سلم...
و لكن فاقد الشيئ لا يعطيه...فاكثرنا ممن يجهل هذه العلامات و بالتالي كيف يسوغ لنا ان نواجه بها...فلا بدّ ان تكون امام نصب اعيننا...
فلذا رأيت ان اضعها معنونة...مستعينا بكتاب اشراط الساعة ليوسف الوابل...
و اكتفيت بذكر حديث واحد تحت كل باب طلبا للاختصار و اخترت اشملها ثم تقريبه لزماننا هذا بحيث يتناسب مع مقضتيات العصر شرط تحققه و وقوعه....
سائلا المولى التوفيق و حسن السداد....
بداية:
اشراط الساعة منها ما هو كبير و منها ما هو دون ذلك...و نسمّيه اشراط الساعة الصغرى و اكثرها تحقق و لذا البدء بها اولى...
اشراط الساعة الصغرى:
1_بعثة النبي صلى الله عليه و سلم:
فقد صح عنه كما في البخاري قوله(بعث انا و الساعة كهاتين و يشير باصبعيه فيمدهما) و لمسلم (ضم السبابة و الوسطى)
فهو صلى الله عليه و سلم نبيّ الساعة و اماراتها الكبرى اقصد علاماتها الكبرى كالدجال و الدابة و نزول المسيح و غيرها مما سيأتي ذكره تباعا ان شاء الله تعالى...
فبعثته صلى الله عليه و سلم شرط في تناثر حباتها الكبرى و لذا كان الدجال كما في صحيح الامام المسلم من حديث تميم عندما استقرت بهم السفن على احد الجزر...و رأوا الدجال فكان سؤاله...ابعث محمدا صلى الله عليه و سلم!!!
اذا بعثته دنوّ خروجه....
فهو صلى الله عليه و سلم و الساعة كالسبابة و الوسطى في يد واحدة بله لا يفرقهما فارق فليس بين السبابة و الوسطى اصبع او حاجز....
و المشابهة هنا من ناحيتين اراهما...
اولاها قربهما من بعضهما البعض و الاخرى مسافة الطول بين الوسطى و السبابة فعادة الوسطى تطول عن السبابة بقدر زائد...
و ان رأينا اصل الطول فيهما و الطول الزائد لرأينا قرب الساعة مما مرّ على الدنيا مذ ولادتها....
و يأتّى هذا اذ بين بعثته صلى الله عليه و سلم اشراطا كثيرة و ها نحن اليوم تجاوزنا 1428 من هجرته صلى الله عليه و سلم فهذه المدة هي من القدر الزائد في الوسطى و بقي ما لا نعلمه بيد نستطيع ان نجزم انّ ما مرّ اكثر بكثير مما بقي...هذا و الله اعلم
2-موت النبي صلى الله عليه و سلم:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي....)
فموته صلى الله عليه و سلم مؤذنة لقيام الساعة,و انضحال شق الامل حيث لا عذاب يصيب اتباعه الاّ بعد التحاقه صلى الله عليه و سلم بالرفيق الاعلى...
ضمنا العذاب وقتها لقوله تعالى (ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم و ما كان الله يعذبهم و هم يستغفرون) فمن يضمن الاخرى!!!
كم من مستغفر!!!كم من تائب!!! لو اننا كنا من اهل الاستغفار لكان وابل الخير الذي اصاب اجدادنا لا يخطئونا!!!
فاستغفارنا يلزمه استغفار....
انقطع خبر السماء...كان جبريل عليه السلام زائرنا و النبي بين اظهرنا و هذا من اهل الجنة و ذاك سبقك بها عكاشة و آخر انت منهم...انقطع هذا كله و لا حول و الا قوة الا بالله.
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
فكان صلى الله عليه و سلم حجيجنا عند اعظم فتنة آتية فتواكلنا وقتئذ!!!و لكن ان يخرج و لستُ فيكم فكل امرئ حجيج نفسه...
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
لم تر البشرية مثل عدله صلى الله عليه و سلم مثل رحمته رأفته انه القرآن الذي يمشي,رضى مولاه برضاه و سخطه بسخطه....انه اعظم خلق الله تعالى كان يصلي بنا في غلس من الليل ويبتسم لنا و يمازحنا و يأكل معنا و يؤاكلنا و يحفر الخندق و يسامرنا....انقطع هذا كله... اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
كانت حواريه خير حواري...تربطهم به صلى الله عليه و سلم صلة القرابة و المصاهرة و الدين...فليس لنا من هذا غير الدين,فحيهلا الى السنن صغيرها و كبيرها اذ كلها كبير, أيُعاب علينا لبس القصير من الثوب و عود الاراك على اريكة مقدمة الاسنان و الضواحك و حديثنا عن الحيض و النفساء و بتنا علماء السلطة و احفاد هذه الاوصاف!!!!
أقصير الثوب قشر يُرمى!!! و المسبل و الاسبال من كبائر الذنوب!!!
مسواك يُرضي الخالق قِشْرٌ يُرمى!!! و لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل وضوء...عند كل صلاة!!!
ام هو حديثنا عن الطهارة و مفتاح العبادات قشر يرمى!!! اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
كم احثدثنا بعده صلى الله عليه و سلم؟؟؟ او ما زال يعرف اوصافنا صلى الله عليه و سلم؟؟؟اذ لو كانت اوصافنا سيماهم في وجوههم من اثر السجود غير مقرونه بسيماهم في قلوبهم من اثر الاتباع لكانت ناصية الخوارج اقرب منا!!!
ام هو الحديث عن الخروج على الحكام..اهذا من هديه صلى الله عليه و سلم؟؟؟ام اننا استدركنا عليه ام انه خان الرسالة حاشاه من هذا كله...
اليست بدعة الخروج شعار الخوارج...فاملل عليّ من حفظك...من كتابك...لا ضير... عن عالم ربانيّ خرج على السلطان!!!
امتُحن امام اهل السنة حيث المعتزلة كانت الحاكم...سُجن...ضُرب...و لو قال اخرجوا لاخرجت البشرية عن بكرة ابيها...
قالوا...علماء سلطة لا يفقهون في السياسة...و بات ميزانهم و مكيالهم من تربّع على عرش بلقيس هو ذو فهم بالسياسة!!!
من حفظَ الكتاب و اقام السنة هو من يسيّس القوم و لو ابى اكثر الناس اذ اكثرهم لا يعلمون...لا يعقلون...لا يؤمنون...
دانت لنا الدنيا بكدّها و كديدها و بلغت قلوب اقطابها من الروم و فارس و توابعهما الحناجر...هذا عندما كنا حواريون لم تعرف لها البشرية مثيلا!!!
لسنا كحواريّ موسى اذ قالوا و اكثر القول (لا نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)
و لسنا كحواري عيسى اذ قالوا (هل يستطيع ربك ان ينزّل علينا مائدة من السماء...)
بل كنا ذاك الحواريّ...لو خضت البحر لخضناه معك...
كل هذا انقطع بموته صلى الله عليه و سلم و لم يبق الاّ رجال او اشباه الرجال تعصف بهم ريح الدبور فتلفظهم تارة هنا و تارة هناك....العوبة بيميني ابليس....
اليس هذا نذير شرّ!!!و اقتراب ما هو ادهى!!! انها الساعة و موت النبي صلى الله عليه و سلم...
اذا فلننتظر الساعة....انها ساعة
3-فتح بيت المقدس:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة :فتح بيت المقدس....)
ثم كان الفتح الاسلامي ، وذلك في سنة 636م الموافق 15هـ ، وكان ذلك على يد الخليفة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه ثم فتح الاسلامي على يد صلاح الدين الايوبي رحمه الله و سيكون هناك فتحا آخر....
و بيت المقدس يشمل المسجد و مدينة القدس و الارض المقدسة هناك اذ لا عبرة بفتح المسجد و حوله تحت الاحتلال فها هو اليوم بامرة اهل الاسلام...
فتحقق فتحان و بقي فتح و ارجو ان يكون قريبا....
و لن يكون ذاك الفتح ان لم تتغيّر معتقداتنا حول الاحتلال و كيفية تحرتر بيت المقدس...
لم يكن يوما ما تحرير الارض هو غاية اسلافنا الاوائل...و انما كانت الغزوات و الفتوحات لاخراج الناس من ظلم العباد الى سعة الرحمن...
اما تحرير الارض فالارض تظل مقدسة و لو ساكنها افجر خلق الله...فقدسية الارض لا تجعل من ساكنها مقدسا كما انه معصية ساكنها لا يُنقص من قدسيتها...فاحفظ هذا انه مهم
فلنتطرح تلك الشعارات...تحرير الارض...و نستبدلها بتحرير الناس و عندها يأتي الفتح باذن الله تعالى...
ثم ليعلم من اطلق على جمعيته او حزبه او حركته مسمّى مقدسا لا ينطبق عليه نبؤته صلى الله عليه و سلم فالذي يفتح بيت المقدس هو فتحاويّ اشتقاقا من كلمة الفتح فلا يعني هذا هو المقصود من فتح بيت المقدسي,كما ان الله تعالى مدح و قيّد النصر بحزب الله في موضعين من القرآن لا يجعل حزب الله الشيعيّ هو المقصود...
وما هذا الا ان المسميات كانت قبل ولادة تلك الحركات فلذا لا تتغتر بنهيق هؤلاء و لا بصراخ اولئك.......
فالفتحاويون الذي يفتحون بيت المقدس هم نفسهم الفتحاويون بزمن صلاح الدين و نفسهم الفتحاويون بزمن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه...
و عند المقارنة نعاين سعة الخرق...فاتفقت اسماؤهم و اختلفت افكارهم....فلننتظر الفتحاويون الجدد فانهم قادمون لا محالة....
و ما ابعدك يا حماس عن هذا كله!!!فالذي يفتح بيت المقدس هو من يؤمن بان الله فوق السموات و ان توحيد الالوهية مفهوم الشهادة و ان نثبت ما اثبته الله في كتابه و ننفي ما نفاه عنه سبحانه و تعالى..
فلا بدّ للفتحاوين الجدد ان يشاركوا من سبقهم من الفتحاوين في زمن صلاح الدين و قبله عمر ابن الخطاب في الاعتقاد و العمل...
فلنفتح غزة فتحا تلو فتح...و لنصلي على مشارف البرنمان...و لنضرب ضربا مبرحا لمن صلى على قارعة الطريق...فالذي سيفتح بيت المقدس ليست هذه اوصافه!!!
ماذا ستفعلون بقوله تعالى (ارأيت الذي ينهى)( عبدا ان صلى)؟؟؟
نعم قال تعالى (و الذين اتخذوا مسجدا ضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين و ارصادا لمن حارب الله و رسوله من قبل...)(لا تقم فيه ابدا....)
فليبق المسجد الضرار قائما...لا يُهدم و لا يُصلى فيه....
قال صلى الله عليه و سلم عندما اشير اليه بقتل المنافقين...و هم اي المنافقون الذين خرجوا من الدين حيث نفاقهم النفاق الاكبر...فقال صلى الله عليه و سلم(اني اخشى ان يقول الناس ان محمدا يقتل اصحابه)
فنقلت وسائل الاعلام المسموعة و المرئية ما لم تخشوه على انفسكم...فالحكمة و الاتباع هما صفتان للفتحاوين الجدد....
الفتحاويون قادمون... فلانصرنّهم نصرا مؤزرا...ياليتني اكون فيهم جذعا...
4- الطاعون:
فمن حديث عوف بن مالك كما عند البخاري في الصحيح (اعدد ستا بين يدي الساعة :ثم مُوتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم....)
و ذكر ابن حجر ان هذه العلامة كانت في طاعون عمواس في خلافة عمر رضي الله عنه بعد فتح بيت المقدس...
ففي هذا الطاعون مات الكثير من الناس و الصحابة...
و موتان بضم الميم هو الموت الكثير...و عقاص الغنم هو مرض يصيب الغنم فتموت بكثرة و فجأة........
فمثّل ما حدث وقتها للمسلمين بمرض يصيب الغنم قيأخذها عن بكرة ابيها...
و الامراض تارة تكون نعمة من الخالق على عبده و تارة نقمة...
فالذي يأتي بغتة و على غرة و فجأة هذا لا خير فيها و كثير ما كان صلى الله عليه و سلم يستعيذ منه...
فلا يدعك هذا المرض المفاجئ للتوبة و عمل ما فيه خير لك عند لقياك ربك...و تشعبت مسميات تلك الامراض المفاجئة...منها جلطة الدماغ.سكتة قلبية, توقف القلب, و غيرها...و كثرتها نذير شر اذ لو احب الله عباده لعملهم لاستبدلها بامراض ذات نذير...
فانظر في كتب الاوائل و على رأسهم الانبياء فجلّ ان لم اقل فكلها موت ذو نذير...
نسأل الله ان يصيبنا من الامراض ما فيها النذارة...اللهم آمين
بينما الامراض التي تأتي بنذير فتفسح لصاحبها المجال للتوبة و العمل الخالص لله...فمكرمة من الباري...
بينما ميزان الخلق في هذه الاونة غير هذا...فيعتبرون الامراض المستعصية علاجها امراض شؤم.........كمرض السرطان مثلا بل لا تسمع بذكره جهرا و لا همسا...ملك الخوف فؤادهم حتى عدلوا عم مسماه بالمرض الخبيث...فخافوا المرض و لم يخافوا ربه...فخافوا السبب و نسوا المسبب...
و للمتأمل في هذا المرض ليجده اكثر الامراض التي يقترن بها النذير بوقت كافٍ...فهو نعمة و رحمة و توسعة على العبد للتوبة....نسأل الله ان يبلغنا توبة قبل الممات...يتبع ان شاء الله
قائمة المدونات الإلكترونية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الصفحات
المتابعون
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2010
(40)
-
▼
يونيو
(13)
- ويل للعرب من شر قد اقترب
- عقد الشيطان و فكها كما في السنة و الكتاب
- الى مَنْ سَألَنِي عَنْ مَارية...فهَذا خَبَرُهَا مِ...
- الدّمعة الالبانيّة
- المسجد الأقصى في أمنٍ و أمان
- صبراً آل النّقاب انّ موعدكم الجنّة
- بَشَّرُونِي ((بِجَارِية)) فَسَمّيْتُهَا ((مَارِية))
- الاساءة في جهل اشراط الساعة
- الأسئلَة النَجْدِيّة وَ الأجْوِبَة اللبنَانِيِة(1)
- التّعبيرُ المُصَوَّر....
- أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ
- عشرون رمزا و نيّف...تدل على صلاح أوطلاح الميّت
- رفقاً ((بالحوينيّ)) يا موت
-
▼
يونيو
(13)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق