إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم .
أما:
بعد عزمٍ و اصرارٍ ممّنْ تأمّلوا رسالتي ( أسماءُ الإشارة منَ الظّلام الى الإنارة ) قالت السبّابة و التي تليها سمعاً و طاعةً فأنتجتا ( أسماءُ الخمسةِ منَ الهمسةِ الىَ البسْمةِ) فكانت أولاهما تتميّز بشهادة ناظريها بطابع البدعة إذ محاكاتها للنّاس بلغة العصر و بأسلوبٍ تعلوه القصّة و الطرفة تارة و الأدب و البلاغة تارة أخرى فرأيت من الحكمة بمكانٍ أن تقتديَ رسالتنا ذه بتلك و تحذو حذوها ذا و أسأل الله تعالى العون و التوفيق و السّداد:
أُسرةٌ تتكوّن من أبٍ فارق زوجته في غابر الأزمان و تركتْ له ثلاثة من الأبناء بله اثنان يُدعى أولاهما (فمٌ) و ثانيهما (هنٌ) بيد الأب أحبّ أن يصل رحمه و يلمّ شمل عائلته فاستدعى أخاه ليسكنا تحت سقفٍ واحدٍ و الحّ على أصول و فروع زوجه و أصوله و فروعه لتتمّ الصّلة بأعلى درجاتها فسكنَ الجميع الدّار و طعام الاثنان يكفي الثلاثة...
و باتت الأسرة تتألف من (أبٌ) (اخٌ) ( حمٌ) (فمٌ) و (هنٌ) و تَذكّر الأب رفيق دربه و صاحبه في السَفر و الحضر (ذو) فأصرّ عليه للعيش معاً...
.و في ذلك يقول ابن مالك يرحمه الله تعالى:
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وانْصِبَنَّ بِالألِفْ
وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأسْمَا أصِفْ
مِنْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أبَانَا
وَالفَمُ حَيْثُ المِيمُ مِنْهُ بَانَا
أبٌ أخٌ حمٌ كذاكَ وَهَنُ
ذه الأسماء الستّة عندما تكون فاعلة و تقوم بعملٍ ما ترتدي قميصا شارته حرف الواو (و) و ذه اشارة العمل...
اي اشارة الفاعل...
ذهب أبوك الى السّوق لشراء السّلع...
فمنْ رآه من النّاس و ثوبه مصبوغا بحرف الواو (و) يُدرك أنّ ذاك صاحب الواو(و) سيفعل شيئا ما....
بينما لو ارتدى ثوباً ذو اشارته الألف (أ) فيعني ذا انه مفعولاً به و سيقع عليه فعلٌ من الآخرين....
ضربْتُ أبَاك...وقع عليه ضربُ الآخرين و هكذا....
أمّا اذا تدثّرَ بسروالٍ يحمل سمة حرف الياء (ي) فيكون مجروراً...
مررتً بأبيك...ذهبتُ الى أبيك....
و قسّ على بقية الأسماء ما حلّ بأبيهم الاّ (ذو) يشترط أن يكون صاحباً وفيّاً إذ (ذو) صنفان, صنف بمعنى الصاحب و صنف بمعنى الاسم الموصول(الذي)...
جاءَ (ذو) مالٍ أي صاحب المال , رأيت ذا مالٍ, مررتُ بذي مالٍ...ذو تنوّع زيّها على حسب ما ذكرناه آنفا...
بينما التي بمعنى الذي لا تتغير و لا تتبدّل إذ هي مبنية تأخذ شكلاً واحداً كحال المبنيّ منَ الاسماء و الأفعال و الحروف....
حضر ذو أحبّه اي حضر الذي احبّه.....
رأيتُ ذو أحبّه ,أي رأيت الذي أحبّه....
مررتُ بذو أحبّه,أي مررت بالذي أحبّه...
فإن قصدتَ بذو (الذي) دعها على شكلٍ واحدٍ وإن قصدتَ بذي (الصاحب) فضع الواو في الرفع و الالف في حالة النصب و الياء عند الجرّ....
و ذلك قول ابن مالك يرحمه الله : مِنْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أبَانَاأي من تلك الاسماء (ذو) شرط أنْ تكون بمعنى الصاحب.ثم قال: وَالفَمُ حَيْثُ المِيمُ مِنْهُ بَانَافاشترط لعمل (الفم) وِفق عمل أبوها و أخوها و حموها أنْ تنفصل عنها الميم(م) و الاّ تُعربُ بالحركات لا الحروف....
كُلْ بِفيك...
عندما انفصلت عن الميم (م) أخذتْ حكمَ منْ سبقها من تلك العائلة...
نظّف فاك...
فوك صغير....
و عندما تتصل بها الميم (م) تكون على الشكل التالي : كلْ بفمِك..كانت الكسرة ( ِ ) مكان الياء (ي)...
نظّفَ فَمَهُ حلت الفتحة ( َ ) مكان الألف ( أ)...فَمُكَ صغير...حلّت الضمة ( ُ ) مكان الواو (و)...
و الكاف (ك)و الهاء (ه) ضمائر مبنية...
أبٌ أخٌ حمٌ كذاكَ وَهَنُ............وَ النَّقْصُ في هذا الاخيرِ أحسنُو هن...
هو الشيئ التافه...الشيئ الذي يستقبح ذكره...
بمثابة الانثى عند العرب إذ بشّر احدهم بالانثى ظلّ وجهه مسوّداً...
أو بمثابة الولد ذو عاقة و آفةٍ...
و الاسماء الستة او الاسرة المكوّنة من (أبٌ أخٌ حمٌ وَهَنُ ذو فم) منها منْ يتكلم بثلاث لغاتٍ و هو التّام تصحّ فيه ثلاث لغات (أبٌ أخٌ حمٌ)و الذي يتكلم بلغتين فقط ( هن) بينما (فم,ذو) لا يُحسنان غير لغتهم الامّ.فالذي ذكرناه حول (أبٌ أخٌ حمٌ) هو المشهورالقويّ و يليه قوة القصر اي الاقتصار على الالف (ا) في جميع الحالات : جاء أباك (بالرفع) رأيت أباك (بالنصب) مررت بأباك(بالجر)و كذلك الحال مع (أخٌ حمٌ)و تليهما في القوة لغة النقص...
: جاء أبُك (بالرفع) رأيت أبَك (بالنصب) مررت بأبِك(بالجر)...هذا و يتبع ان شاء الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق