قائمة المدونات الإلكترونية
الخميس، 16 سبتمبر 2010
فيا زائر بلادي...لبنان وطن آبائي و اجدادي
ما اجملك ايها الشاب...لبنان شتات الحُسن,ان نظرت اليه عن بُعد فتراه شابا و سيما قميصه الى نصف الساق,كثّ اللحية,مشرب بالحمرة....
هذا منذ سنوات قلائل...اما الان فآلة الحرب شجّت وجهه الوسيم و مزّقت ثوبه القصير, و بات ابن الثمانين.....
لبنان شراينه ممتدة على طول مساحته الصافية فبيروت قلبه الذي ينبض فان صلحت هذه المضغة صلح سائر اجزائه .شماله و جنوبه,شرقه و غربه.....
لبنان فلبّه حيث عمّار المساجد و صويحبات الفكر السلفي و الدعوة النقيّة....
فيا زائريه من شمال افريقيا و غرب آسيا و وسط اوربا و الجزيرة العروبة...لا تنسوا عند وضع اولى ارجلكم في مطاره ان تضعوا يمناكم على رأسه انه لبنان اليتيم....
و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم في اليتيم تبريكه بيمينه رحمة و رأفة.......
و حذاري ان تنتفوا شيبه...انه نوره يوم المرور على الصراط....فلبنان اشتعل رأسه شيبا لقلّة النوم و كثرة السمر...
و من اراد الامن و امان فليودّع النوم و ليكبّر على الراحة تكبيرات المصلين على مّيتهم....
نعم ناصيته لم تُر لحجم الشقوق و الخطوط....اما حاجبه فقد اكلته من اكل منسأة سليمان....
اما كريمتيه اقصد عينيه فالحول فيهما هو العيب الوحيد و من خاف الاعداء و ترقّب الموت اصابه البياض قبل حينه....كبياض يعقوب على ولده....
اما وجنتيه فحدّث و لا حرج....يعجز القلم عن الوصف....
اما فمه و اسنانه فلا رباعية و لا ضواحك بله لا طواحن....
اما لحيته فبقيت كسواد الليل عند ثلثه الاخير....
فلا غرابة فقد جُلد كما يُجلد الزناة و رُجم رَجم المحصن,و قُطعت يده و رجله من خلاف فكان حكمه كمن افسد الارض و العباد.....
فيا ضيوفه....عليكم بوسطه حيث السنة و اجتنبوا جنوبه حيث الروافض و غضّوا الطرف عن سياج وسطه و جباله حيث نصارى الشام نسيج بله تُرجمان اهل الفجور....
و هرولوا الى شماله حيث البراءة و الطهر....
فلا حيض و نفاس هناك و لا جنب و محدث فالكل اغتسل غسل الجنابة.....
عندما تنعطف بك راحلتك الى اليمين فالق ببصرك جهة الشمال ستجد ملعبا كبيرا...فدعه و امضي ستكون في شارع المحرم ثم دع بصرك يناطح عانقات السحاب...
ساحة النور....حروف الجلالة...قُبال وجهك فلا مفرّ منها....
فعندها تظن بنفسك في يوم العرض....فالناس كالجراد المنتشر....و هناك ستجد مفارق للطرق....اليمين توصلك الى باب الرمل و من ثم ابو سمرا حيث نسبة اتباع محمد صلى الله عليه و سلم تعادل فوز المنتخب بالتزكية....
والشمال يوصلك الى الميناء حيث المنكر توسّد على اريكته....
فامض قدما فالتلّ يستقبك بجموع لا تعدّ و لا تحصى بحساب اهل الاحصاء....
فبائع عصير الجزر يدعوك بجمال عمله فالقوارير تخطف بصرك كما يخطف قوس الله بصر المتأملين....
فدعك منه و امضي و هنا عدة اتجاهات فخذ جهة ساحة الكورة و من ثم ساحة النجمة فالباعة هناك يغلب عليها طابع اهل التدين....
فقوالب الحلوى تبكيك كما يبكي الرضيع لجوعه....و كانك امام عروس يوم الدخلة فبياض زينتها كغطاء الودود الولود.....و مكعبات الشوكلا كالنور...دعنا من هذا....
هنا طلعة الرفاعية و هنا تقاطع سوق الخضار و كلٌ ينادي بتراتيل تجلب الزبائن....فمنشد الخيار كانه يغازل حبيبه...فلا تكاد ترى صوتا يزعجك غير بائع الكعك فلولا ما تراه عينك من الكعك لما عرفت نوع المبيع!!!!
فلا تفهم عليه غير انه يحرّك شفتيه و يفتح فاه و كانك في بلاد الهند و السند!!!!
و فجأة سيخطف بصرك...اجساد الانعام من شاة وابقار...فاللون لون الاحمر و البائع ثوبه اشد من بياض الثلج و لا تكاد ترى الاحمر اقترب من الابيض او الابيض اقترب من الاحمر....
و ساطضر للخروج من هذا السوق عند نفاد نقودك و درهك و دينارك....
و سيقطع عليك هذه الحسرة نداء الرحمن...و ستظن انه اصابك الجنون فالله اكبر ياتيك من كل مكان اغلبها من مزامير ال داود....
فالمسجد المنصور الكبير قريب منك و لكن اهله نيام لا قيام,,,فامش قليلا ستجد نفسك امام مسجد الطواشية...تحسب ان الزمن اخذك على غرة منك الى غابر الازمان و القرون الاولى...
فصلي الظهر و تمتّع بالصحبة هناك و بمن يعلو المنبر فيوم يرقد في البيت و الذي يليه خلف قضبان السجون...
ثم تنفل و اخرج بقدمك اليسرى فسيبهجك شعاع ذهبيّ, و تراودك الظنون اهو شعاع الشمس عند البزوغ...و سيكذبك لمعان الذهب الابيض و الاحمر....
فالقرط و القلائد و الخواتم تجعلك تمشي كانك تتصعّد جبلا....هنا ياتيك ابليس قائلا...خذ لزوجك هذا و لوالدتك تلك و لشقيتك هذه....و انت لم تملك مالا بل لا تملك جيبا او محفظة!!!!فاقتله بالقناعة فسيموت حالا و امض....
سينتهي بك الشارع حيث زبانية اللالبسة...
فاياك و الدخول فربما تدخل مؤمنا و تخرج كافرا او فاسقا و قلّ من يدخل و يخرج و ايمانه سواء!!!!
فاظن ان قدمك اصابها التعب فاوقف سيارة تقلك...و اسأله منطقة القبة...
سيكلّف هذا عشر دقائق مع زحمة السير ستدخل التبانة حيث اهل الفقر و المسكنة...و بيوت القوم تشهد على جرائم الحزب الحاكم في سوريا...فكم من بطن بُقرت و كم من جنين مثّل به...و كم من شيح احرق....
فاصعد قليلا فستمر بجانب جبل محسن و هو جبل لاتباع مذهب العلويّ فدعك منه فان عذاب الله آتيه باذنه...........
ثم رويدا و اختر جهة سكنة الجيش و كم يضم هذا الجيش من اناس نحسنهم على خير دعاة الى ابواب الجنة....
فامش قليلا و يعاود لك منظر ساحة النور حيث ناطحات السماء تناديك....
فاسأل عن علي سليم فهو في اعلى شرفة....البصر عنده يجمع لك طرابلس كانها في قبضة يد واحدة!!!!
فمن جهة الغروب تحيط بالميناء و توابعه احاطة تامة و من جهة الشرق لا يغيب عنك انوار الجبال الشامخة و مناطق اهل الكتاب...
و من جهة الشمال يطلّ عليك جبلا كانه خاشع...انه جبل تربل و من عرج اليه شاهد ما لم يتوقع تظن بنفسك انك على جبل من جبال مكة....
فترى من خلاله البعيد و البعيد يراه كالنخلة في وسط صحراء....
ففي اعلى نقطة منه يبرق اليك لمعان قصرا فخما كانه تاج على رأس هدهد....
و...
فدعك من علي سليم فلا يسمن و لا يغني لك من جوع....
فاسأل عن العلماء فستجدهم رهبان ليل و رسل النهار....فدوّن اسماءهم و خذ ارقام هواتفهم....و تنقل بينهم كما تتنقل النحلة بين الزهور....
فسياقطعك هذا صيحات التكبير....فالمآذن تنحني اجلالا لعظة الله سبحانه...و ساتيك مزامير آخرها ينسيك اولها....
فمسجد الرحمة و الوديع و البشير و الصديق و السلام و حمزة و غيرهم فاختر الرحمة فهي اكبرها و اختر حمزة ليوم الجمعة فخطيبها يتحسّر المرء على كل حرف منه فاته!!!!
فلا تتجرأ بالذهاب الى العلوّ حيث الجبال فالنصارى عاثوا فسادا و افسادا....
فان احسست باعياء و اضطررت للمشفى فعليك بالحنان حيث ولادة ابنتي مارية او الاسلامي فهما اخف وطئة من اختلاط اهل السفور....
نعم دع اذنك تتطرب بدويّ الانفجارات و زغاريد الرصاص فربما تستقبلك رصاصة او تسقط على راسك قنبلة او تكون ضحية لعب الاخرين....
فنصحي اليك الاختباء خلف الجدارن و انتظار الفرج من قريب او جار....
فاياك و الحالة هذه ان ترتدي قميصا قصيرا و تعفي لحيتك و تتسوّك بعود من اراك!!
كان هذا المنظر مألوفا...بل من يراك يكنّ لك الاحترام و تأتيك اسئلة الطلبة كان السماء امطرت وابلا من الرحمة...
اما الان و بعد الاحداث الجارية فاصبح المسلم مكان شبهة...علما ان رؤوس العلم انكروا ما يجري حيث لا يخدم السنة في لبنان فهو يصب في مصحلة سوريا و الروافض...و لكن حقيقة ما يجري و كيف جرى فالله يعلمه....
فشاع ان الجيش جيش كافر و هذا محض الكذب و مقولة اهل الجهل فالجيش يضمّ من صالحي العباد و لكن قدّر الله و ما شاء فعل....
المهم اصبح الناس يرون قصير الثوب و عفيف اللحية انه قتّال فتّاك فيزلقونك بابصارهم و يتهافت الجميع في الابلاغ عنك و الله المستعان....
و ارجو من الله تعالى ان يزيل الغم و الهم ....
هذا لبنان و بقي لنا معه حكايات....يتبع ان شاء الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق