قائمة المدونات الإلكترونية

الاثنين، 16 أغسطس 2010

حَادثَةُ الإفكِ وأَحدَاثُها

الحمد لله الذي ميّز الخبيث من الطيّب و جعل الطيبين للطيبات و كانت دار الدنيا دار الزرع و دار الآخرة دار الحصاد..

و الصلاة و السلام على أطيب خلق الله تعالى فكان طيباً كما أزواجه طيبات و الجنة لا يمكث فيها غير الطيّب و الخبث مكانه جهنّم...

أما بعد:
فمن قرأ سير الصالحين و الصالحات ليجد من نفسه نصيباً منها و لو بشقٍ أو جوانب,ففيها القاتل التائب و السارق مقطوع اليد و الزاني المرجوم كما أنّه فيها المفترى عليه و ما شابه ذه الأمثال...

ففي قصصهم عبرة و عظة كما انّه فيها تثبيتاً للفؤاد و الأخذ به حيث الأمن و الأمان,و استوقفتني كثيراً حداثة الإفك فتألمت لألم عائشة رضي الله عنها و أخذتْ نفسي القاصرة تروادني أن أواسي أمّنا و لو بعد حينٍ...لو بعد التنزيل,إذ هنّ كثيرات منْ أصابهنّ ما أصابها و لن يجدنَ براءتنّ حتى من أذنٍ صاغية...

فعندها كانت رسالتي تي عسى الله تعالى أن يجعلها بلسماً شافيا و علاجاً واقياً لمنْ أصيبت في مقتلها...في عرضها...في عفتها.

مدخل:
قالت عائشة رضي الله عنها تروي حداثة الافك و ما تعرضت اليه من أمور تزول الجبال عند ذكرها فثبتها الله في موطنٍ يعجر الرجال الثبات عنده...
و الحديث عند البخاري رحمه الله تعالى...
قالت:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه , فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه،))
و هذا من عدله صلى الله عليه و سلم و القرعة امر شرعه الله تعالى...
و خرج كفيل مريم عليها السلام بقرعة كما في سورة ال عمران قال تعال \ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك و ما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم أيهم يكفل مريم و ما كنت لديهم اذ يختصمون\44
كما خرج يونس عليه السلام الى البحر ليلتقمه الحوت بقرعة و الأمثلة على هذا كثيرة لا داعي لسردها...
فأقرع بيننا في غزاة غزاها))))
و هي غزوة مريسع سنة ست للهجرة...
،)) فخرج سهمي فخرجت معه))
فاصابتها القرعة و وقع اسمها للخروج في هذه الغزوة...


بعد ما أنزل الحجاب،)) ))
الظاهر انه اول غزوة لعائشة بعد نزول فرضية الحجاب...
هذا الحجاب الذي تركه غالب نسوة عصرنا...و باتت احداهنّ _اقصد من التزمته_ كالقابضة على الجمر,و ما إن تلتزم فتاة ما به تسقط عليها وابلاً من التّهم فلا تكاد تسلم من غمز الغامزين و لا من صفير الفاسدين...
و بالمقابل تحظى من أظهرت جسدها كالمجاهر بسلعته التنافس في تقديم الخدمات لها و توقيرها...
و هذا عين المسخ!!!
ثم لا يخفى بعض من تعتقد انّها و بوضعها طرحة على رأسها تكن في ميزان الله مع المحجبات الحجاب الشرعيّ!!!
شتان بينهنّ!!و هل يستوي الاعمى و البصير....




فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه)))
حجابٌ دونه حجاب...رحم الله تلك القرون الفاضلة بأهلها...
كما رحم الله أيام كانت تمشي الفتاة على استحياء كزوج موسى عليه السلام (فجاءت احداهنّ تمشي على استحياء...)الاية
حتى كان صلى الله عليه و سلم يُوصف عند حيائه كالمرأة في خدرها...فيا ليت شعري بمنْ يُوصف الرجل الحييّ بنساء عصرنا!!!و لن اكون مبالغاً إن قلتُ أنّ المرأة ذات الحياء باتت تُوصف بزيد أو عمرو من الرجال!!!
أين تلك المرأة الذي قال صلى الله عليه و سلم فيها ...اذنها صماتها...
أمّا هذا فكبّر عليه تسعاً..فتجدها هي من تُعرض نفسها على الخاطب!!بله تجادل في أمور جنسية بحتة بله أكثر من ذلك و الله المستعان
فتراهنّ يظهرن ما تستحي المرأة العفيفة مع بدوّ زواجها اظاهره لزوجها...
فالمرأة عند الغرب تمشي من دون ريشٍ يستر سوآتها ليس هذا داخل حجرتها و انما في مجالس الناس و نواديهم و الله المستعان...
و المرأة العربية حذو القذّة بالقذّة و بعد ذا العرض المؤلم تسأل النساء عن سبب قوله صلى الله عليه و سلم (أريت النّار فاذا اكثر أهلها النّساء...)!!
أسال الله تعالى أن يحفظ نساء المسلمين و أن يثبّت الحياء عند حديثهم و عند ذهابهنّ و ايابهنّ....فهنّ القدوة و عليهنّ نضع الأمل...
و بعد ذا العرض فلا يعني أن التعميم يشمل جميع نون النسوة و إنما الغالب له الغلبة,أصلح الله حالنا إنه وليّ ذلك و القادر عليه سبحانه.
عود على بدء:
كانت عائشة رضي الله عنها تُوضع على هودج و تسير الجمال به..
و الهودج كناية عن بيتٍ يُوضع على ظهر الجمال يسير مع الجمل غدوة و روحة...

فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل)))
اي انتهى صلى الله عليه و سلم من مهام تلك الغزوة و اراد أن يعود بالجيش حيث كان...قفل
اي رجع...
((ودنونا من المدينة، آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني))
لقضاء حاجتها فابتعدت عن الجيش بحثاً عن الستر..الله..الله..
كم مرة غضضنا الطرف عن رجل يبول أمام العامة على الطرقات فأبشر هداك الله بعذابٍ في القبر,إذ عامة عذاب القبر ممّنْ كان لا يتنّزه عن بوله...
و عند الغرب المرأة تنافس الرجل حتى في هذه و لا حول و لا قوة الا بالله...
((أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع،)
أضاعت زينة لها...عقدٌ مكانه العنق و يتدلّى الى الصدر...
((فرجعت فالتمست))
((عقدي فحبسني ابتغاؤه))
فحبسها اللحاق بالجيش البحث عنه..

فأقبل الذين يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون اني فيه))
حملوا الهودج و وضعوه على بعيرها و ذهبوا يظنون انّ عائشة رضي الله عنها بداخله...

____

فهذا الدرس الثاني لحادثة الافك...و هذا قول عائشة رضي الله عنها:
وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن)
أي كانت النساء في عصر النبوة الغالب عليهنّ الخفّة...نحيفات...أخذت رضي الله عنها تصف نفسها بما هو مشهور عند نساء عصرها و هذا النوع من الصفات و ذكره لا شيئ فيه...
بيد أنّها تشابه نساء عصرها...فلو قالت فتاة متحجبة لم يظهر غير سواد حجابها و هي تقطن على سبيل المثال في جنوب افريقيا في المدن ذات البشرة السوداء...
لو قالت عن نفسها واصفة لون بشرتها بأنها سوداء فلا ضير في ذا...إذ لم تأت بما هو جديد بله مجهول عند الرجال...
و لو عكسنا الصورة و ادّعت البياض و هي صادقة في دعواها فتكون اقترفت اثما كبيرا...
و كل ذا إذ كان في ذكره مصلحة او أتى على سبيل الحكاية و ما شابها...
و سبب ذكر عائشة رضي الله عنها تصف وزنها لتبرر رضي الله عنها حمل الهودج من دونها...
و لا اعتراض على مناداته صلى الله عليه و سلم واصفا لها يا (حميراء) و هو بياض الجسد مع اصفرار الشعر..
فهي أم للمؤمنين فلا يقاس عليها فانتبهوا يرعاكم الله تعالى.
(، ولم يغشهنم اللحم)
أي لم يغطّ أجسادهنّ اللحم و تقصد باللحم المتراكم ممّا يجعل المرء سميناً...بيد حقيقة الامر فلا بدّ من وجود اللحم حتى يكسو العظم...
هذه أمنّا عائشة رضي الله عنها عندما كانت حديثة عهدٍ و الاّ فقد غشّاها اللحم فيما بعد
ففي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود من حديث عائشة، قالت: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال: (هذه بتلك).

،( وإنما يأكلن العلقة من الطعام)
و سبب السمنة و ثقل اللحم هو الاكثار من الأكل بينما سبب الخفة هو الاقلال من الطعام...
و انما كان نساء عصرها يكتفين بالعلقة و العلقة دون المضغة...

فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج) فاحتملوه
و هنا أتى تبريرها رضي الله عنها و أرضاها...

،( وكنت جارية حديثة السن)
أي صغيرة في السنّ....

فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش..
البعث هو النشر و الارسال..فارسلوا الجمل فسار...و سار الجيش
و عثرت على عقدها إذ كان السبب في تأخيرها...السبب في علوّ شأنها...السبب في ذكرها بين دفتيّ آيات الرحمن...السسب في الكتابة عنها ما نحن بصدد شرحه.....
هذه الاسباب و المسبب الله وحده...و نؤمن بها كسببٍ تعمل بأمر الله و حكمته...
فالنار سبب في الاحراق و ينزع الله تعالى عنها خاصية الحرق فتصبح ناراً لا تحرق..كنار خليل الرحمن ابراهيم عليه السلام...

(فجئت منزلهم وليس فيه أحد)
لم يبق للجيش من أثر أتت الى منازل الجيش مزلا مزلا فلم تعثر على أحدٍ..ٍ..
،( فأممت منزلي الذي كنت به)
فقصدت منزلها حيث نزلت فيه ...و هذه من حكمة حديثة السنّ رضي الله عنها...
فظنّت ظنّ اليقين أولى البحث عنها يكن في منزلها و لذا مكثت فيه...
و لذا قالت:
فظننت أنهم سيفقدونني (
فيرجعون إلي..)

____

،( فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت)
جارية حديثة عهدٍ بسنّ الطفولة...لا تخشى في الله غيره...
في وسط الصحراء...تحت أديم السماء...مع اقتراب الليل بظلامه...مع انتشار الدواب و الهوام..
غلب النوم عيناها فاستسلمتْ له...
انها عائشة رضي الله عنها اختارها الله لنبيّه صلى الله عليه و سلم فكانت أحب النّساء اليه بعد خديجة الراضية المرضية...و كان أبوها أحبّ الرجال اليه و كفى بذان النعمتان فضلية...
يئس و خاب و خسر من طعن بها و بأبيها,و المساس بها هو مساسٌ بالنبيّ صلى الله عليه و سلم و يكفي للروافض و شيعة لبنان و أذنابهم أنّ قدوتهم و امامهم في ذلك أُبيّ بن سلول!!!
رضي الله عنك أمنّا أمّ المؤمنين... فمذمّة أولئك رفعة لك...و سوف عنك يسئلون و بك يوم القيامة يمتحنون...

(وكان صفوان بن المعطل السلمي الذكواني من وراء الجيش...)
أي جعله صلى الله عليه و سلم آخر الجيش مسيراً يتفقد ما تخلّف الجيش عنه من متاع و غيره ليكون الجيش بمتاعه و جنده مثل يوم ولدته بداية الغزوة...
و هذا من حرص القائد الربّاني...صلى الله عليه و سلم

(فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فأتاني،)أتى ذكوان يتفقد ذاك السواد فرأى سواداً يدل على وجود كائنٍ بشريٍّ...
يا ليت ذاك الزمان يعود يوماً...لا ترى فيه غير السّواد,فكانت النتيجة بياض القلوب...
وظلّ السّواد ينقرض مع انقراض الايام و السّنون فهو اليوم أقلّ من نجوم النّهار و ناصره يعيش الغربة بنوعيها!!!
فالبسّواد تًعرف المرأة في القرون الأولى حيث الخيرية بأهلها و اليوم تًعرف المرأة باظهار مفاتنها...عورتها(الغليظة منها و المخففة) و الله المستعان.
حتى اقترفت البشريّة الخطيئة تلو الخطيئة بحق ما يسمّى الحجاب الشرعيّ...فطُعِنَ بسكينٍ مزّق منه طولاً و عرضاً و زُخرف كزخرفة المساجد!!!
بل الأدهى من هذا و ذاك,بات الحجاب ما يستر شعيرات رأس المرأة المسلمة,و ما دون الرقبة حتى أخمص القدمين اظهاره مجّسماً أو شفّافاً أو عارياً من خصائص الحجاب بله من أركانه!!!
فظنّت بنفسها محجّبة!!! هيهات هيهات!!!
و الغالب على هذه الصنف من النّسوة الفسق و الفجور...سلّ يأتيك العجب!!!و اسمع فالبسّوال و السمع يًدرك البصر...
و الذي نفسي بيده لو وُضع سواد أمّنا عائشة رضي الله عنها و سواد السّواد من نسوة عصرنا لرجح بهنّ...
إنّه سوادٌ لا يقدّر بقيمةٍ و ليس من العدل أن يقارن بالذّهب و الفضّة بل لا يُقارن الاّ بمثله....
فكان قلب ذاك العصر ليس فيه نكتة سوداء و قالبه ليس فيه نكتة بيضاء رجالاً و نساءً...و عصرنا مسخٌ له نسلٌ و ذراري...
نسأل الله أن يعيد لنا السّواد بما يحمله من نصرٍ و تمكينٍ ....
_____

فهذا الدرس الرابع لحادثة الافك...و هذا قول عائشة رضي الله عنها:
(، و كان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه)و لذا عرف صفوان باطن السّواد,فكان يراها قبل الحجاب كغيره من الرّجال, و الحجاب من فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ وافقه الله فيه...
و في الغالب أنّ المرأة التي كانت تُرى قبل حجابها أنْ تُعرف بعده بصفاتٍٍ لم يسترها الحجاب الاّ بالتكلّف عليها...
فمن مشيتها...فمن حديثها...فمن و ما هنالك من صفاتٍ...و لذا من البدهيّ أنْ يميّز الرّجل زوجته من بين سوادٍ من النّساء...
وعندما عرف صفوان باطن السّواد و ما يحتويه فاسترجع للمصيبة...سوادٌ باطنه كنزٌ يملكه رجلٌ هو من افضل ما خلق الله تعالى من الانس و الجنّ دعك من الخلاف القائم حول دخول عالم النّور,عالم الملائكة تحت هذه المعادلة..

فاسترجع عندما بات الركاز كنزٌ ظاهرٌ عرضةٌ للنّهب و للنّهش من قطّاع الطرق أولاً و من السّباع و الدّاوب ثانياً فكان استرجاعه حتى يهديه الله للعمل الحسن عملاً بما أمر الله كما في سورة البقرة عند حلول المصائب...
فقال تعالى(و لنبلونّكم بشيئ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثّمرات و بشر الصابرين)(الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انّا لله و انّا اليه راجعون)(أولئك عليهم صوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون)
فكان بلاء الله تعالى لصفوان من الصنف الأول أي الخوف و لذا قال انّا لله و انّا اليه راجعون فكان من حقّ الله تعالى لقائل ذه المقولة العظيمة أن يهديه للقول الصواب و للعمل الحسن...

فحفظ نفسه رضي الله عنه و حفظ عائشة رضي الله عنها و حفظ متاع النبيّ صلى الله عليه و سلم بذه المقولة, لله درك يا صفوان كم انت حليم...

و الانسان مهما بلغت منزلته و مهما بلغ علوّ مقامه يبقى انساناً يعتريه الذنب و تمرّ به الصغيرة بله الكبيرة و الحكيم من أدرك هذا بتوبة أو ببرهان الله له....

و يذكرني ذا بيوسف عليه السلام ففي كلا الحالتين خلوة ...و خلوة الصحراء لا تُوزن بخلوة و (غلّقت الأبواب)!!!
وسكوت عائشة رضي الله عنها لا يُوزن (و قالت هيت لك)!!!
و سواد عائشة رضي الله عنها لا يُوزن ببياض امرأة العزيز!!!
فكان حريّ بيوسف عليه السلام أن يهمّ بها لولا...و الأنبياء بشرٌ يخطئون و ينسون و يأكلون و يشربون و يمشون بالأسواق...
معصمون عن الكابئر مدركون الصغائر آوّابون تائبون و هذا بابٌ اختلف العلماء فيه كثيرا...
و الاّ فرمي موسى عليه السلام للألواح (و ألقى الألواح....) و ظنّ يونس بربّه (فظنّ أن لا نقدر عليه...) و أكل آدم من الشّجرة (فلمّا ذاقا الشجرة...) و غيرها من الأمثلة...و همّ يوسف عليه السلام (و همّ بها...) فهو دليلٌ نستند عليه في حجّتنا ذه...
و همّ يوسف عليه السلام دون رمي موسى للألواح و ظنّ يونس عليهما السلام...
و من الغربة أن ترى بعضاً ممّنْ فسروا كتاب ربنا اختلفوا اختلافا واسعا حول همّ يوسف عليه السلام حتى نفوا أن يكون هناك همّاً!!!!
و صريح المنقول يوافق صحيح المفهوم و المنطوق و عندها فلا داعي لنفي الهمّ بيد نعلم انّ الهمّ ليس ذنباً و بهذا جاءت خاتمة الشرائع فقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه و سلم أنّه قال (اذا همّ العبد بسيئة فلا تكتب عليه حتى يعملها...)الحديث
اذاً الهمّ ليس ذنباً الاّ بعد اقتراف العبد ما همّ به....
فلنثبت ما أثبته الله تعالى في كتابه عن همّ يوسف عليه السلام كما أثبتنا رمي موسى للألواح و ظنّ يونس بربّه عليهما السلام.
و لا يظنّ ظانّ أنّه أفضل من موسى بله يونس و يوسف!!!
و ظنّ أحدنا بهذا لا يُعادل ظنّ يونس و لا رمي موسى إذ يونس ظنّه ليس ظنّا يقينيّا و انما ظنٌ مرجوح بعد غضبٍ لله تعالى و رمي موسى للا لواح بعد غضبه لله تعالى...
و منْ كان في مقام موسى أو يونس لتعدّى رميه و ظنّه فهما معذوران أعذرهما الله تعالى.
ثمّ همّ يوسف عليه السلام همٌ لم يتجاوز مكان القلب فرأى برهان ربّه فصرف الله عنه السّوء و الفحشاء لإخلاصه فقال تعالى (و لقد همّت به و همّ بها لولا أن رءا برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء انّه من عبادنا المخلصين) و هذه عامّة ليست بخاصة ليوسف عليه السلام فمن أخلص لله تعالى فسيصرف عنه مولاه السوء و الفحشاء....
و الاخلاص هو منزلة عظيمة لا تُدرك بعملٍ خالصٍ و انما باعمالٍ خالصةٍ, فخذ هذه فائدة و عضّ عليها بالنواجذ...
ثمّ يوسف عليه السلام و مع كثرة العوامل الدّاعية لاقترافه للذنب لم يتعدّ الهمّ بفضل الله تعالى له, فالغربة عاملٌ و الخلوة عامل آخر و عَرض السّلعة عامل أيضا و تزينها عامل....

و يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن و لذا قطّعن أيديهنّ نسوة المدينة و الشطر هنا لا يعني ان الحُسنَ شطره ليوسف و شطره الآخر لبقية النّاس و انّما الحُسن نِسَبٌ و منازل و درجات...
فلنفترض ان للحُسن مئة درجة فأوتي يوسف عليه السلام الشّطر أي خمسون درجة بينما غيره أوتي ثلث الحُسن أي ثلاثون و نيّفاً و الثلث هنا من أصل الحُسن كلّه ليس من أصل الشطر الحُسن كما يفهمه بعض النّاس...
فيوسف عليه السلام أوتي أعلى درجات الحُسن عند النّاس و لن يُؤتى الحُسن كله الا أهل الجنّة فيرون ربّهم و هم في أعلى مراتب الحُسن فيرون الحسنَ كلّه
الله...الله...في اهل الجنّة!!!
فاغضض طرفك و اغضضي طرفك عن حُسنٍ هو دون الحُسنُ بكثير...
و من غضّ طرفه عما حرّمه الله فسيشبع ذا الطّرف من رؤية منْ لا تُدركه الابصار,هنئيا لأهل الجنة اغبطهم و أنا اتعثّر في دنياي لا أدري بما يُسبق به الكتاب و لا أدري خِتام الله تعالى لي؟؟؟
فنظنّ بالله خيراً و هو سبحانه و تعالى عند حُسنِ ظنّ العبد به....
عود على بدء:
فاستيقظت عائشة رضي الله عنها باسترجاع صفوان رضي الله عنه...
-------


فهذا الدرس الخامس نسأل الله التوفيق و السداد

حين أناخ راحلته، فوطئ يدها فركبتها،)

اي استيقظت رضي الله عنها عند قوله انّا لله و انّا اليه راجعون و حينها أناخ راحلته...
أناخ اي هيّأ لها مناخاً لتقف فيه,و أناخ من المناخ بضم الميم...
لم ينتظر رضي الله عنه ليحادثها أو ليسامرها و دعك من روايات المستشرقين الذي يحرّفون الدين بأسلوب يعلوه العسل المصفّى لمن لا يُحسن الذوق أو لمن ليس لديه الخبرة في اختبار المواد فيختلط عليه البخس و النفيس!!!!
فدأبوا على النيل من الاسلام من خلال النيل بأزواج النبيّ صلّى الله عليه و سلم و بأصحابه بله النيل منه صلوات ربي و سلامه عليه..
فكانت مقولة أحدهم و هو أحقر أن أدوّن اسمه بين ذه السطور :
((( . كان ينظر إليها من فوق هجين مرتفع شاب وسيم، ففركت عائشة عينيها، فابتسم الشاب...)))
((سألها صفوان: ما تفعله بجلوسها منفردة في وسط صحراء العرب؟ فشرحت له عائشة الأمر. فضحك صفوان!! ثم عرض عليها بعيره ليقودها إلى المدينة، فقبلت عائشة، فساعدها صفوان على الركوب، ثم انطلقا.)))
هدم بقلمه باب النظر و أحكامه و طعن بعرض النبيّ صلى الله عليه و سلم و ذا و أمثاله ليس بأقلّ شأناً من أصحاب الإفك فكلاهما غمز و لمز و كلاهما كذّب و افترى....
و هذا مثال من أمثلة كثيرة تخطّها أنامل النّصارى و العلمانيون ليصدّوا عن سبيل الله و أنّى لهم ذلك!!!

فكان صفوان رضي الله عنه دثاره العجلة و ذا حال المؤمن في مواطن الفتنة و الشبهة...
و الانسان الكيّس الفطن يكل بميزان الله تعالى و عندها لا يبخس كائنا من كان و لذا قدّم المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة...
و جاء الاسلام دين الرحمة بحفظ الضروريات الخمس و منها العرض و العقل و المال ....
فكانت رضي الله عنها ضرورة تجعل من المسلم الحفاظ عليها و حفظه ذا متعدٍ الى غيره,فبها رضي الله عنها يُحفظ عرض النبيّ صلى الله عليه و سلم من الخدش بله التمزيق....
فكانت رضي الله عنها لقطة في أرض فلاة لا يجوز بحال من الأحوال تركها للسباع البشرية منها و الوحشية!!!
فلم يسترسل معها بالكلام إذ يعلمون علم اليقين ماهية الاحسان (أن تعبد الله كأنك تراه...)و إن يكنْ ففي أضيق الحدود...
فلم يزد بعد استرجاعه لهول المصيبة الاّ أن أناخ راحلته أي دابته, مركبه......
فوطئ أي داس بقدمه فجعل راحلته, دابته,بعيره...ذلّلها ليسهل ركوب أمّنا رضي الله عنها.
، فوطئ يدها فركبتها...
فداس على يديها و هما المقدمتان منها إذ الناقة تمشي على أربع و ركبتاها في مقدمتيها فليس لها ركبة في القوائم الخلفية...
و يداها موضوعان على الارض بخلاف الانسان و من هنا جاء الخلاف المشهور في النزول الى السجود و نهيّ النبيّ صلى الله عليه و سلم عن التّشبه بالبعير في ذا النزول...
فقد صحّ من حديث أبو هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم قال(إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ، وليضع يديه قبل ركبتيه)
فنهيّ صريح عن مشابهة المسلم لمن هو دونه من الدّواب في حال التّعبد و هذا القيد هام لمنْ تمعّن في سيرة النبيّ صلى الله عليه و سلم و تعامله مع أصحابه و غلمانهم... و الاّ فقد صحّ انّ الحسن و الحسين رضي الله عنها كانا يرتحلان النبيّ صلى الله عليه و سلم و غير هذا ممّا فيه مشابهة للدّواب...
فسيتوي البروك البعير مع التفات الثعلب و نقر الديك و اقعاء القرد و بسط الكلب و غيرها...
و عندما كان مقام السجود مقاماً عظيماً فيه الاقتراب من ربّ الأرض و السماء كان الحريّ بذو المقام أن يتأدب بآداب تخالف هيئة الدّواب ممن يمشون على اربع او على بطنه...
فكان الطمئنية و الخشوع فيه خلافا لنقر الدّيك و كان رفع اليدين مع الذراع عند السجود خلافا لبسط الكلب لذراعه و كذلك كان الزول الى السجود على اليدين خلافا لنزول البعير على ركبتيه....
و لتبسيط الصورة نضع نصب أعينكم مواطن المشابهة و مواطن المخالفة لنكن على بصيرة في مسألة تنازع فيها الكبار و في كلٍ أجر ان شاء الله تعالى...
البعير من الدّواب الذي يمشي على أربع و هذا قول الله تعالى كما في سورة النور(و الله خلق كلّ دابّة من ماء, فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع, يخلق الله ما يشاء,ان الله على كل شيئ قدير)
و الانسان من الدّاوب الذي يمشي على رجلين, فكلاهما يمشي على قوائم بيد أن البعير قوائمه أربعة و قوائم الانسان اثنان...
ثمّ البعير ركبتاه في يديه بخلاف الانسان إذ ركبتاه في رجليه...
و ثانيا ان البعير يداه موضوعتان بخلاف الانسان فيشبه وضع
يدان البعير بقوائم الانسان الموضوعان اي رجليه و في كلاهما (البعير و الانسان) الركبة في الموضوعان لا المرفوعان...
و ثالثا ان البعير و عند نزوله يقدّم ركبتيه كما لو أنّ الانسان قدّم ركبتيه فتحدث جلجلة تشابهة جلجلة البعير و هذا لا يحدثه من قدّم يديه فانتبه يرعاك الله.
ثمّ الآية صنّفت الدّواب الى ثلاثة أصناف...صنفٌ يمشي على رجلين و صنف يمشي على اربع و صنف يمشي على بطنه...
فلا يتقوّل علينا قائل أنّ هناك من الدّواب من يمشي على أكثر من أربع و بهذا ناقشني أحدهم متعلماً...
فالمولى سبحانه تحدث الينا بما هو الغالب من الدّواب و الحكم للغالب كما هو معلوم هذا أولا..
و ثانيا قال تعالى في نفس الاية و بعد تعداد الاصناف الثلاثة..( يخلق الله ما يشاء,ان الله على كل شيئ قدير) فكان ممنْ يمشي على اكثر من اربع فهو مما خلقه الله تعالى بمشيئته انّه على كل شيئ قدير...
فكان من حرص صفوان رضي الله عنها أسأل الله أن تلد نساؤنا أمثاله..في حرصه..في غيرته...في صفاته الجليلة
فجعل الجوهرة الثمينة و اللؤلؤة المصونة في العلوّ و سار بها ولسان حاله هنا تُوضع العفيفات الطاهرات...


-------
فهذا الدرس السادس لحادثة لم ينساها من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان...


(فانطلق يقود بي الراحلة...هكذا النّسوة في زمن النّبوة...يُخشى عليهنّ من نسيم النّاعم بله من ذرّة الحرّ أو البرد...
انّهنّ العفيفات,انّهن مربيات الأجيال فإن صلحن صلح العالم بأسره و إن فسدن فلا خير في الرجال و النّساء معا...

بنو اسرائيل و كثرتهم و كثرة الرّسل اليهم كان هلاكهم بالنّساء,هنّ صمّام الأمان فلا حياة من دونهنّ و الحياة بهنّ لها معنى آخر...

لم يكمل منهنّ الاّ أربع بينما كمل من الرجال الكثير و الكثير انّهن ناقصات عقلٍ و دينٍ و هما السببان في الكمال و عدمه...

تمكث أياماً من دون صلاة و لا صيام و غيرهما من العبادات بينما الرجل لا يمكث إن شاء ساعة أو دونها...

فمُكْثها ذا أمرٌ فرضه الله عليهنّ فكان من البداهة بمكانٍ أن يتقدّم عليهنّ الرجال و من كَمُلَ منهنّ كان ذو شأن عظيمٍ...

فآسية زوج فرعون لها بيتٌ في الجنّة كما لخديجة بنت خويلدٍ بيتاً و مريم قرآن يُتلى و مثلٌ الى يوم القيامة و فاطمة بضعة من النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم.

فالمرأة بنتاً و أمّاً و زوجة و بين ذا و ذاك ...يُؤتى بها رضيعة تجعلك تعتكف عند قدميها تأسرك بحركاتها و تسجنك بأنفاسها إنها ماريا عُذراً إنّها ابنتك...فمن حبّها تجعلك أسير الحروف و كلُّ ما تراه عينك تظنّه ماريا...

كان اسمها في ذه الرسالة سهواً غلب ذكرها و طغى حبّها أسال الله أن يشفيها ففي تأوّهها صراخ أبيها و في بكائها موت أبيها...

ماذا دهاك بنيّتي !!!دعي المرض يُغرّد مع روحة الطيور علّه يشعر بالرحمة فيرحمك!!! و أنّى له أن يرحم منْ تساوى في حبّها المرض و العافية و الخير و الشرّ!!!
عيوني...قلبي...حبيبي بابا...كلاماتٌ أنقضت مضجعي و أرقّت ليلي,بالله عليك يا مرض كنْ رفيقي و دعها...

فلندع ماريا تتصارع مع المرض و جنده لنكمل حديثنا عن عائشة رضي الله عنها و أرضاها و لعن من جرحها أو ذكرها بسوء...

المرأة بنتا حناناً يتدفق و امّا حناناً لا ينقطع الاّ بموتها و زوجة حناناً دونهما...
جاء الاسلام ليخدمها و تصارع الرجال أيّهم يكفل مريم!!!
آخر كلام خاتم الرسل(استوصوا بالنّساء خيرا...) بل رفقاً بالقوارير!!! الله الله لن تجد المرأة هذا في غير الاسلام...

فقاد صفوان الراحلة بعائشة رضي الله عنها...رفعها فوق الراحلة و مشى أمامها فالجوهرة لا يليق بها الاّ ذا المكان...

فالرجال للمرأة كالنّجوم للحيارى و هذا عندنا و عند غيرنا حدّث و لا حرج...سلعة رخيصة تُداس بالأقدام عندما يجفّ منها بعضاً من الجمال و البهاء...
رضي الله عنك يا صفوان...كم نحتاج منْ أمثالك!!!
رضي الله عنك يا عائشة قد احتجنا لامثالك
و لا يظنّ ظان أنّ الحجة له في خلوته بإمرأةٍ ما...فمنْ كان بمقام صفوان في غيرته...في حرصه..و من كانت بمقام عائشة في تقطّع محارمها و أوصالها فحديثنا و حادثة الافك و أحداثها حجّة يُستدل بها و الاّ فلا يعوّل عليها في هذه الخاصية...
-------
فهذا الدرس السابع نسأل الله تعالى التوفيق..



(حتى أيتنا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة،)
و الجيش بالمفرد و الجمع جيوش و يقال الجيش جماعة من الجند...


و لم تقم دولة ما من دون جيشٍ إذ هم الشوكة و هم يمين السلطان و لا تنفع الجيوش من دون عتاد تُقاتل بها كما أنّه لا ينفع عتاد من دون جيشٍ...


و المعادلة تختلف من جيشٍ الى آخر فإن كان الجيش مسلما يقاتل لدين الله تعالى فيكفيه العدد اليسير و كذاك العدة...


فالمسلمون عندما قاتلوا بعددهم خسروا و عندما كان قتالهم قدر الاستطاعة و قلّة العدد و العتاد سجّلوا فتوحات عظيمة ...
بينما هذه المعادلة غير صالحة عند الجيوش الكافرة...


و الجيوش في القرون الأولى عصر الخلافة الراشدة و ما بعدها كانت جيوشاً و عمّالاً و تجّارا و ما سواهما من المهن...


فلم يكن لدولة الاسلام الاولى جيشاً نظامياً بمعنى جيشٌ متفرغٌ للقتال بل كلّ من بلغ أشدّه من الرجال فهو مقاتل و مجاهد وجند من الجنود...


و عندما يهبّ النفير فلا يبقى ذو لحية أو ذو شاربٍ الاّ و النفير يعنيه و لو كان ذا المقاتل في فراشه يُداعب زوجه بله جَليس شُعَبها الأربع كغسيل الملائكة حنظلة رضي الله عنه و أرضاه.


فكان النّاس كلهم هم الدولة و بهذا باتوا قادة يُحتذى بهم,بينما جيوشنا اليوم جيشاً بمثابة مكسٍ و ضرائبٍ يدفع ثمنها كلّ ما دبّ على الارض من انسانٍ أو حيوانٍ....


و كانت أفراد جيش الاسلام بعضا منها يعادل الفاً من جيش العدوّ كالقعقاع و غيره فكانت النّوعية لا الكميّة ذا ما لم تجده عند غير المسلمين الذين قاتلوا لله تعالى.
ثمّ كانت الجند لا تحكمهم الرتّب فكلهم قادة تارة يقاتل بعضهم تحت امرة فلان و تارة تحت امرة علان...
و كان ثمن قتالهم الجنّة و لذا كان شعارهم بخٍ بخٍ و عداً عليه حقا في التوراة و الانجيل و القرآن كما في سورة التوبة.


و كانت عدّتهم عتادا بحوزتهم الم أقل لك انه ليس كان هناك جيشاً نظاميّاً!!!
فكان قتالهم ليس من وراء جدر إذ السيوف تحكم المقاتل أن يصافح وجهه وجه عدوّه و هنا تكمن الشّجاعة تقطّع اطرافك فتحتضن الرآية بين ضلوعك كجعفر الطيّار و أمثاله...


أمّا جيوشنا اليوم و الحديث عن بطولاتهم يجعل المرء عند الحديث عن ذا كحال زوج موسى عليه السلام (وجاءت احداهما تمشي على استحياء...)
فلم تواضعوا لله تعالى رفعهم و عندما نازعوه في كبريائه قصمهم و هذه سنة الله تعالى في عباده و لن تجد لسنة الله تعالى تبديلا و لا تحويلا...


كان معاوية رضي الله عنه يحكم الشّام بدويلاتها الأربع و هو فرد من الامراء و عندما تُدرك الرقعة الواسعة التي يحكمها خليفة المسلمين و مع ذا لم يكن الامير فضلاً عن الخليفة دونه الحجب تمنعه من متابعة أخبار بله معاينة المسلمين....
و قارن ذا بزعمائنا و رقعة حكمهم و عدد حجّابهم و عتاد حرّاسهم تظن ظنّ اليقين أنّ العدل عند ذاك الكوكب!!!
و لولا عدلوا بين الرعية لأمنوا على أرواحهم و لكان شتّان و هيهات!!!


(معرّسين...)
و هو نزول المسافر ليلا أو نهارا ليأخذ قسطاً من الراحة و لذا كان العروس راحته ليلة دخلته و يُطلق العروس على الرجل و المرأة فيُقال رجل عروس و امرأة عروس...


و عند اهل اللغة و أربابها منعوا تأنيث الأسماء في أربعة منها و الاّ لكانت بمنزلة السبّ و الشتم...
فالقاضي يُطلق على الرجل و المرأة لا يُقال عن المرأة حيّة كما يُقال عن الرجل حيّ و كذلك للنائب فالنائبة هي المصيبة و أيضا للمصيب في أمر ما فلا يُقال للمرأة مصيبة...و نسيت الرابعة.


(في نحر الظهيرة..)نحر الشيئ هو أعلاه و نحر الانسان فوق صدره و هو مكان الذّبح و أُطلق مجازاً على جزءٍ من الزمن كناية عن شدّة الحر إذ عند الظهيرة تكون الشمس في وسط السماء أقرب الى الأرض في أيّ وقتٍ مضى...
و وهو وقت القيلولة و هو وقتٌ مباركٌ يكفي المرء بله المقاتل أن يُعيد نشاطه و البركة لا تُقاس بالكثرة و انمّا بالاتّباع...


و أضف الى ذا أنّ القيلولة عبادة يُخالف بها المسلم معاشر الشياطين من الانس و الجانّ و قال صلى الله عليه و سلم (اقيلوا فإنّ الشياطين لا تقيل) و المسلم يتعبّد الله تعالى بمخالفة أصحاب الجحيم حتى في صلاته ينتعل لأن اهل الكتاب كانت لا تنتعل و في شكله يوفّر لحيته ويحفّ شاربه لأن اهل الكتاب على غير هذا..


و بمخالفتهم تصيبنا العزّة و بموافقتهم تعرّس فينا المذلّة على قدر الموافقة...
و ما نحصده اليوم عائدٌ الى اتّباعنا لتقاليدهم و لو دخلوا جحر ضبّ لادخلناه و الله المستعان...
--------
فهذا الدرس الثامن أسال الله القبول مني و منكم...

(فهلك من هلك...)فهلك كلّ منْ تكلم بشأني و قذفني و هتك جلباب حيائي...
فالذي اكتسب الاثم بسبب قذفه لزوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد هلك
و الذي وعده الله تعالى بعذابٍ عظيمٍ فقد هلك...
و الذي يحبّ أن تشيع الفاحشة في عائشة فقد هلك...
فلا نجاة لكلّ هؤلاء فكانت رضي الله تعالى بمثابة سفينة نوحٍ عليه السلام فمن ركبها و حافظ على سورها نجا من الغرق و من تخلّف عنها فلا عاصم من امر الله تعالى فقد هلك..

وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم أخرجه مسلم.

و لذا لم تقل الفقيهة امّ المؤمنين هلك زيد أو عمرو من النّاس كما أنّها لم تقل هلك كلّ الناس فالتعين يلزمه الدليل إذ لا يعلم كائناً منْ كان أنّ فلاناً هالكُ أو غير هالكٍ...

و هي أي مقولة (هلك زيد أو نجا عمرو) صنو فلانٌ في الناّر و فلانٌ في الجنة و ليس بعد ذا ذنب!!!
فليحذر المسلم المؤمن التأله على الله تعالى فليُعامل النّاس كما هو ظاهر عنده و ليترك الباطن لمن يعلم السرّ و أخفى, فإذا لم تنجِ مقولة اسامة بن زيدٍ (قالها تأثماً...خوفا من السيف) عندما ترك سيفه يقتل ذاك المشرك على أرض المعركة فلجأ الاخير الى حصنٍ شديدٍ لا يعرف كنه و حقيقته غير الله تعالى...

فقال (اشهد أن لا اله الاّ الله و أشهد أنّ محمداً رسول الله) فالذي يترجّح قولاً واحداً أنّه قالها خوفاً من السيف و مع ذا قال النبيّ صلى الله عليه و سلم لاسامة (كيف تفعل يوم القيامة اذا جاءت _لا اله الاّ الله_) فليحذر منْ يُقاتل تحت مسمّى الاسلام و ليجعل نُصب عينيه ذا الحديث و الاّ فقد هلك منْ هلك...

(اذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم) أهلكَهم و أهلكُهم جاءت بالرفع و النّصب و بالرفع يكون أولّهم هلاكاً و بالنصب يكون هو سبب هلاكهم و في كلاهما هلاكٌ!!!

النّاس و ال هنا للاستغراق أي هلك كلّ النّاس و لذا لا تعارض بين الحديث و مقولة عائشة رضي الله عنها (فهلك منْ هلك) و من هنا تُشبه من التي للتبعيض أي هلك بعضاً من النّاس و هذا يتوافق مع عقيدة السلف رضوان الله تعالى عليهم إذ ليس كلّ النّاس في الجنّة كما أنّه ليس كلّ النّاس في النّار...

فمن أطاع الله تعالى حتى الممات دخل الجنة و من عصاه حتى أتاه اليقين فهو في النّار خالداً أو الى أن يشاء الله تعالى إن كان مسلماً...
و ليحذر المسلم أن يقع في حفرةٍ من حفرٍ ابليس فيصنّف النّاس و حاله كحال (هل شققتَ عنْ قلبه!!!) فليترك الحكم للحكيم و ليسلك سُبُل النّجاة...

و قذف المحصنات من الكبائر فقال تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم)
و عندما يُختم الوعيد بلعنة أو بعذابٍ عظيمٍ فهو من كبائر الذنوب فكيف إن جُمعا معاً!!!
الغافلات عنْ مواطن الزنى و مواطن الشبهة و الشهوة...

و قال تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون)
و لو كانوا صادقين إذ القذف لا بدّ له من الشهود للحيلولة دون وقوع المسلم في أعراض النّاس, و لو يؤاخذ الله تعالى النّاس بما كسبوا لم ينجو منّا الاّ منْ رحم الله تعالى...

و لو كان سوط عمر رضي الله تعالى عنه حيّا لنال منّا الاّ منْ رحم الله تعالى...
منْ يقذف النّاس هم سوادٌ عظيم و منْ لم يقذف فهم قليل و الله المستعان.

اشتهر عندنا في لبنان مقولة فلانٌ _ابن_ حرامٍ و فلانٌ _ابن_ حلالٍ....

و هو القذف بعينه قذف امّهات النّاس بالزنى و لا حول و لا قوة الاّ بالله تعالى.
و باتت ذه اللفظة بمثابة الصلوات الخمس فتسمعها قبل الشروق و بعد الغروب و أطراف النّهار و آناء الليل!!!!
و الصوات الخمس الى الخمس و الجمعة الى الجمعة و رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر
شرط التكفير اجتناب الكبائر على قولين من أقوال اهل العلم.
و هل يكبّ الناس على وجوههم الاّ من حصائد السنتهم...من حديث معاذ رضي الله عنه.
و كان القذف من الموبقات السبع كما جاء عنه صلى الله عليه و سلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ -حديث صحيح رواه البخارى

الموبقات أي المهلكات, فقرن الله تعالى القذف مع الشرك و السحر و القتل و آكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي حين القتال و الجهاد...قرن بينها و بين كبائر الذنوب لعظمها و الله المستعان.
أسأل الله تعالى أنْ يحفظ السنتنا و أعراضنا...
-----------
فهذا الدرس التاسع أسأل الله أن يعيننا على اكمال بقية الدروس...
فقالت رضي الله عنها:


(وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول))
و لم تقل رضي الله عنها و أرضاها ( و كان الذي هلك عبد الله بن أبي سلول) و هذا من فقهها و ورعها و حرصها و الاّ لكان قولها ذا بمثابة فلانٌ شقيٌ و فلانٌ سعيد!!!
تولى و هو من الولاية و بئست تلك الولاية...ولاية الافك و الكذب و البهتان...


ومع اقتراب السّاعة و قبل خروج المسيح الدّجال و نزول المسيح الحقّ عيسى عليه السلام يكثر الكذب و يفشو و يقلّ الصدق و يخبو فيؤتمن الخائن و يخوّن الامين و الله المستعان.


و كلّما صعد العبد سلّم المنصب و الولاية كلّما ازداد كذبه و افكه حتى بات الكذب شعار الراعي لا رعاه الله و شعار الرعية مرتع افك الراعي...


و الرعية على أصنافٍ و الوانٍ و كلما اقتربت الرعية من منهج نبيّها صلى الله عليه و سلم كلما كانت مرتعاً خصباً لذاك الوالي أو لهذا السلطان!!!
و لذا كانت السلفية في لبنان على وجه الخصوص و السلفية في شتّى بقاع الأرض مرتعاً لهؤلاء الأولياء...
و لم تمر جريمة ما في لبنان أو غيره الاّ و للسلفية حظ الأسد منها شاؤوا أو أبوا!!!
و أصحبت اللحية الوفيرة و الثوب القصير قنبلة لا يدري المرء وقتها انفجارها و لا زمانها و بالمقابل باتت المنقبة صاحبة سواد الظاهر وبياض الباطن مرتع لهمز و غمز الفارّين من دين الله تعالى الى دين آبائهم و أهوائهم و لله في عباده شؤون...


و مع هذا و ذاك باتت الولاية مطمع كل فردٍ.. فيُنفق الأموال التي لا تعدّ و لا تُحصى ليكسر جدار قوله صلى الله عليه و سلم (من طلب الولاية فلا تولّوه)
و نسي انّ شرائع من كان قبلنا شرائع لنا شرط أن تتوافق الاولى مع خاتمة الشرائع في ثلاثة أقوالٍ ذه أرجحها...


و ظنّ أنّ يوسف عليه السلام أوّل منْ طلب الولاية (اجعلني على خزائن الارض...) و نسي أو تناسى قول العزيز قبل ذا (و قال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي...).
و الذي يتولّى الإفك اليوم هو من صلب و نسل منْ تولّى الافك في عصر النبوّة ,عبد الله بن أبي ابن سلول ذاك المنافق النفاق الأكبر فباطنه يتأجّج بنار الكفر و ظاهره ناعم الملمس...


و الذي تولّى الإفك في المدينة هو فردٌ و الذين يتولّون الإفك في المدائن لا يُحصون فعلى امتداد المذهب الرافضيّ يقلدون جدهم عبد الله بن أبي ابن سلول للنيل من عائشة رضي الله عنها و لا يبالون ببراءتها المنّزلة من فوق سبع سموات حيث الله تعالى و لا مكانٌ هناك...


تولّى أي ولي أمراً ما..و مهما بلغ شأنك و عظم أو صغر فإنك مدرك الولاية بيد لا تخرج عنك قيد أنملة و لا قدر رمحٍ...


فإنك و ليٌّ على أهل بيتك ثم وليّ في مسجدك في عملك فهي أي الولاية تُشابه القرين بملازمتك...
و كلما فررت منها أقصد الولاية المستحبة و الاّ فالواجبة و الفرار منها عُرضة لغضب الباري و عقابه فانت وليّ على أعضائك شئت أو أبيت فقدها بأوامر الله تعالى و نهيه ثمّ ولايتك على زوجك فانت ضمنا تسبح في فلك (يايها الذين آمنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا...)
و لذا قال صلى الله عليه و سلم كلّكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته...الحديث
فهذه الولاية ولاية واجبة تُؤجر عليها و تُعاقب على تركها فلا تخلط بينها و بين الولاية المستحبة...
و كلما فررت من الولاية المستحبة كلما أتتك مقيدة بالسّلاسل و عندها تُعان عليها و تحلّ عليك بركة الله تعالى و ينال ذه البركة كلّ مؤمنٍ بله كل انسانٍ...


و خطام الولاية العدل بالسويّة فالعدل صراطٌ للنّجاة و العدل لا ينزل الى مرتبة الاستحاب بحالٍ من الأحوال...دعك من عدل القلوب فلا قدرة للإنسان على الإمساك به و عندها لا تخف منه إن حدّثتك نفسك أن تكون ممنْ خاطبهم الله تعالى بقوله (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع...)الاية
و لذا كانت عائشة رضي الله عنها أحبّ نسائه و أبوها أحب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم فهي بمنزلة الثريد بين الطعام,و رفع الله الحرج عن عدل القلوب بقوله (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم...)الآية.
و هذه من أقوى الحجج عند النّساء و هي داحضة كما تبين لك,فكنْ ممنْ لا يكتفون بزوجة و اختر من احبّها قلبك و أنجبت اختها و عمّتها,فقال صلى الله عليه و سلم (تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة....) الحديث.


و لذا فهم الصديق و الفاروق و الصحب الكرام مراد كلام النبي صلى الله عليه و سلم فحققوا امنيتهم في التّنوع بين الزوجات و حققوا امنية النّبي صلى الله عليه و سلم في تكثير النسل...
فاعدل بينهنّ في القبل, في الفراش,في الطعام, في عمل الجوارح و دع عمل القلوب فإنه ممّا رُفع عنه القلم...
فاختر ذات الدّين و الاّ تربت يداك و رغم أنفك و ثقلتك أمّك...
و دينها ليس بسواد جلبابها وإنما ببياض جوارحها فكم من فتاةٍ سواد ظاهرها كسواد أمّنا عائشة رضي الله عنها بينما سمعها أسوداً و كذلك بصرها و لم يبق لفؤادها مكانٌ ليُنكت فيه!!!
و كذلك لن يكون ممنْ ترضون خلقه و دينه منْ كانت لحيته دون القبضة و قميصه دون الكعبين فرأينا الكثير ممّنْ هم على ذه الأوصاف و يعملون في قسم المباحث و نقل المعلومات....


فالدّين ما بطًُنَ أولاً ثم ظهر بياضه على اليدين و الرجلين معاً و على السمع و البصر و للسان تبعاً...
لا ضير أن يختار المرء أو تختار المرأة من سيشاركها أو تشاركه في عشّ الزوجية أن يكون مليحاً على قدر من الجمال فالدّين أولا و الجمال و توابعه ثانياً...


فمهما نقّحتَ في الصفات واخترتَ أصفاها فستبقى المرأة شيئاً و الحورية شيئاً آخراً!!!
فسترى منها ما يسؤك كما رأيت منها ما يسرك في الخَلق و الخُلق فهي ناقصة و نقصانها كمالٌ فهي أي المرأة تُوزن بجنسها لا بجنس الرجال...


و نقصانها يُقابله نقصانٌ عند الرجال فهي أرحم و أصبر و أجلد و ما هنالك من صفات لا يجرؤ الرجل على أن يقترب منها!!!و إن اقترب قارن نقصانه بكماله عند النساء فسترى عجباً!!!
و ليس من العدل بمكانٍ أن يتساوى مخلوق التراب بمخلوق النّور و ما بينهما,فابحث عن حورية الدنيا فلن تجدها تُخالف بنات جنسها الاّ ببعض خُلقها أو خَلقها فكلاهما يبصق و يبول و يصحو و يمرض ثم يذبل جمالها بعد حينٍ و يُنكرها قلبك و قالبك!!!
فهذه أمّنا عائشة رضي الله عنها جمعت بين جمال خُلقها و خَلقها فهي حميراء ملكت فؤاد زوجها صلى الله عليه و سلم حتى باتت عنده صلى الله عليه و سلم بمنزلة الثريد بين الطعام و ذا و الثريد لا يدخل بيته أحيانا في ثلاثة اهلّة!!!
و عندها تُدرك منزلتها العظيمة و الثريد في غالب بيوت المسلمين اليوم يُعادل الثوم و البصل فاحذر أنْ تُغازل زوجك و تمتدحها (انت بمنزلة الثريد بين الطعام!!!)
فعائشة رضي الله عنها و أرضاها كانت بوّابة للتميز الخبيث من الطيب فكانت حادثة الإفك إذ تبيّن الصادق من الكاذب و حتى قيام الساعة ستظلّ رضي الله عنها موضع التمحيص و يكفي ذا في فضلها و شأنها!!!
فلا تكاد ترى الاّ و متكلم بعرضها أو مُدافع عنها رغم براءتها أسال الله تعالى أن يجعلني و إياكم ممنْ يُدافعون عنها حتى ترضى و يرضى زوجها صلى الله عليه و سلم و قبل هذا يرضى الله سبحانه و تعالى.

---------
فهذا الدرس العاشر أسال الله القبول و أن يلهمنا الصواب و السداد...
قالت عائشة رضي الله عنها:
(فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهرا....))

عندما وصلت المدينة النبويّة مع منْ وصلت أصابها ما يصيب المؤمن على قدر دينه من البلاء فإن كان في دينه قوةً و صلابةً زِيد في بلائه و هكذا...

و البلاء نوعان منه جسديّ و منه معنويّ فالاول مرض الاعضاء و الثاني يتعلق بالدّين و الاصول الخمسة...

و عندما يجتمع النوعان تُدرك قوة دين أمّنا عائشة رضي الله عنها رغم أنّها دون سنّ الثامنة عشر!!!
و كأنّي بها رضي الله عنها و أرضاها هيّئها الله تعالى لتكون زوجا يتناسب مع شخص النبيّ صلى الله عليه و سلم إذ بأمّي هو و أبي و بماريا و عبد الرحمن ولدي كان يُوعك كما يُوعك الرجلين من أمّته!!!
فكان الطيّب للطيّبة و الصابر للصابرة صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنها...

و لم تشتكِ يوما أو يومان و إنما شهرا كاملاً بحساب الأشهر القمريّة و لا يوجد بين ذه الشهور شهرٌ ناقصٌ و آخر مكتملٌ و انما كلّها كاملة سواء أكانت 29 يوما أو 30...

فعن ابن عمر رضي الله عنه قال (اعتزل النبيّ صلى الله عليه و سلم نساءه شهرا فلمّا مضى تسع و عشرون أتاه جبريل فقال:ان الشهر قد تمّ و قد بررت).

و هي اثنا عشر شهرا في كتاب الله تعالى منها اربعة حرم كما قال تعالى في سورة التوبة (إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات و الارض منها اربعة حرم....)
و أولاها شهر الله المحرّم
ثم صفر,
ربيع الاول
ربيع الآخر.-
جمادي الاولى ،
جمادي الآخرة ,
رجب,
شعبان,
رمضان,
شوال, ذو القعدة,
,ذو الحجة.و عليها و بها حساب أعمار النّاس إذ صلى الله عليه و سلم قال (اعمار امتي ما بين الستين الى السبعين و قليل من يتجاوز ذلك...) أو كما قال..
و الستين تختلف من الاشهر القمرية الى الميلادية فكل ثلاثين سنة قمرية تعادل واحد و ثلاثين سنة ميلادية تقريبا...

فعندما قدمت المدينة رضي الله عنها كان الله تعالى يعدّها لأمر عظيم يتمنّاه كل مسلم بله كل انسانٍ...
و هذه حكمة الباري حيث سبحانه و تعالى يضع الأمور في مكانها بحكمة بالغة أدرك ذلك الانسان أو لم يدرك...

فكم مِن مرةٍ يظن الانسان أنّ الخير في أمرٍ ما و بعد حينٍ يُدرك أنّ الشرّ كان في ذاك الأمر و لنضرب على ذلك بمثالٍ رعاه قلبي و خطف بصري و سمعي...

رجل لا يتحرك فيه غير لسانه إذ أركانه لا تعرف الحراك فتأملتُ فيه كثيرا و تعجبتُ لأمره فكان عجبا...

كنتُ اشرق عنده مع بزوغ قرص الشمس و اغيب أحيانا معها حتى أيقنت يوما ما أنّه يشرب ما يسكر قليله ثم بعد برهة من الزمن رأيت الدرهم و الدينار يهرولان بين يمينه و شماله إنها مهنة التّسول و بعدها كانت مهنته و ماله سببٌ في ابتعاده عن الله رافع السماء بغير عمد...
يتسوّل ليشرب الخمر ثم يتسوّل ليُنفق بعضاً من ماله على راقصة تتمايل أمام ناظريه...
اليست حكمة الباري سبحانه و تعالى تجلّت في ذا الانسان بل رحمته دثّرته!!!
فلو كانت أركانه صحيحة سليمة لكان أشقى ممّا هو عليه الآن إذ شقي و هي معدومة...
هذا مثال و الأمثلة لا يعدّها غير الله تعالى نسأله بمنّه و كرمه أن يحفظنا حتى الممات و أن يختم لنا بعملٍ صالحٍ يحبّه و يرضاه...

---------
فهذا الدرس الحادي عشرا من الدروس لحادثة الافك نسأل الله التوفيق و السداد...
قالت عائشة رضي الله عنها :
(..يفيضون من قول أصحاب الإفك)
في زمن مرضها رضي الله عنها كان أصحاب الافك يفيضون في عرضها و النيل من مكان عفتها....
و لك أن تتخيل هيئة الافاضة عندما تعي قول الله تعالى في حجّاج بيته (...فاذا أفضتم من عرفات...) و تأمل افاضة الحجيج من عرفات وعندها تُدرك معنى افاضة اصحاب الافك في أمّنا عائشة رضي الله عنها و كأني بالمدينة عن بكرة أبيها كالسيل كلٌ ناله الافك إمّا سماعا و اقراراً وامّا مدافعاً ناهيك عمن تولاه!!!
و بات الافك حديث النّاس فهو أي الافك كالصراط الممدود فوق جهنّم من اجتازه سلم و الاّ فالسنة النار تأكل منه على قدر مكثه...

و يكفي بإفاضة أصحاب الإفك مرضا !!!ناهيك عن مرضهاالذي اشتكت منه عائشة رضي الله عنها شهرا!!
فالمسلمة الطيبة لا تبالي بقطع أوصالها إرباً إرباً بقدر ما تعانيه عندما تُقذف في عرضها!!!
و ذا النوع من القذف ينتشر انتشار الرياح الملقحة فلا تدع بيتاً الاّ و تدخله و لا أذناً الاّ و تلقّحها و تبيت العفيفة على همّ و تستيقظ على هموم!!!

و يزداد الطين بلّة عندما تكون الطيبة نكحت منْ هو أطيب منها عملا و قدرا و منزلة فقذفها هو قذف زوجها لا محالة!!!

و يزداد الأمر سوءا عندما تكون الطيبة أطيب أزواجه الى قلبه بله والدها أطيب الرجال اليه صلى الله عليه و سلم.

فليس الامر بذه السهولة و منْ ذاق طعم المرّ ليس كمنْ سمع عنه!!!

جرحٌ لا يبرأ و شقٌ لا يلتحم ما دامت السموات و الأرض الاّ ببراءة يشهدها الأولون و الآخرون كبراءة أمّنا عائشة رضي الله عنها و أرضاها,
و أنّى للطيبات من براءة تُعادل براءة عائشة رضي الله عنها!!

فلا يسعني الاّ أن اكون مسليّا لمن ابتليت في قذف اصحاب الافك و مصليا صلاة الجنازة على الذي تولى الافك!!!

و اعلمي أختاه يرحمك الله و يرعاك أنّ اليُسر بعد العسر و من صبر و تصبّر لله تعالى فقد قرع باب المعجزات و الكرامات و لنْ يقلّ شأنه عن شأن جُريج بني اسرائيل و لا مريم بنت عمران عند قولها (فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا)(قال اني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا)

و كذلك ابراهيم عليه السلام (قلنا يانار كوني بردا و سلاما على ابراهيم)
و لا ذا النون يونس عليه السلام (...فنادى في الظلمات ان لا اله الاّ انت سبحانك اني كنت من الظالمين)(فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين)
و تأملي (...و كذلك ننجي المؤمنين) فالنجاة واقعة لا محالة شرط ايمان الناجي و سؤال ربّه...

الجمعة، 13 أغسطس 2010




الحمد لله الذي ميّز المسلمة الطيّبة العفيفة الطاهرة النقيّة قلبا و قالبا و طيّب سريرتها و ظاهرها فكانت كالنخلة لا يسقط ورقها و ذا ديدن المسلم المؤمن....




و الصلاة و السلام على خاتم الرسل إذ كانت نساؤه خير نساءٍ و لباسهنّ خير لباس و منْ تقوّل بغير ذا فهو مجنون حتى يفبق و صبيّ حتى يحتلم...




أمّا بعد:



فلا عجب أنْ نسمع دويّ أصواتهم و لا نفقه كثيرا ممّا يقولونه غير (اخلعي نقابك) و انّما العجب أنْ يقلّد الكلبَ الحمارُ!!!




فظننا للوهلة الأولى شأن اهل الكتاب و المجوس و منْ مال اليهم و حذا حذوهم حتى رأينا بأمّ أعيننا منْ يتكلم بلغتنا بله يصوم بصومنا و ركوعه و سجوده مثل ركوعنا و سجودنا يُحاكي لغة القوم و الله المستعان.




فنور محمّد صلى الله عليه و سلّم يهلك دونه نافخ الكير و تنقطع دونه السبل فلا نور سوى نور الاسلام و منْ ظنّ غير ذا فهو على شفا جرف هار....




فاختار الله تعالى لدينه أفضل الخلق و ختم بخليله صلى الله عليه و سلم و قدّر أنْ تكون أمّهات المؤمنين لا يُرى منهنّ غير لباسهنّ و ما زال أصحاب الشهوات منذ ذاك الزمن و حتى يومنا ذا يسعون للصدّ اهل الدّين عن الصراط المستقيم و أنّى لهم ذلك بله هيهات هيهات.....




غمزوا امّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها و جاؤوا بالافك فانقلب السحر على الساحر ارادوا النّزول بعائشة الى حضيض الاثم فرفعها الله و ذكرها في كتابه و هذا ديدن الله تعالى مع عباده المؤمنين....




و لذا و حتى يتحقق معنى الغربة و تحظى امة الله صاحبة النقاب بطوبى كانت سيوفهم و خيولهم تترصدك اختاه من قطرٍ الى آخر و سيمرّون بميقات اليمن يلملم و الجحفة ميقات اهل الشّام ليكون شأنك في قوله تعالى (و قرن في بيوتكنّ....)الاية




و عندها تظلّ شوارعهم خالية الاّ من الاجساد العارية لتقوم الساعة على شرار خلق الله تعالى...فهنيئا لك اختاه الغربة اولا والاقرار ثانيا فأنت على خير بإذن الله تعالى.




و صدق الصادق المصدوق صلوات ربي و سلامه عليه إذ أخبر حواريه رضوان الله عليهم قائلا (لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه ...الحديث




ظنّنا الاتّباع اتّباع قلباً و قالباً فكان الظلّ بعينه حتى اتّبعناهم في حربهم على شعائر الدّين شعيرة شعيرة و أخذنا نتنافس أيّنا يحظى بالصّفّ الأول!!!




فكانت آذننا أشدّ سمعا من قولنا حي على الصلاة حيّ على الفلاح!!!!



فبدّلنا و تبدلنا فكنّا أناساً نمشي على رجليه بيد حقيقتنا نمشي على اربع كالادّواب!!! بل نحن أضلّ....




حيّ على نزع النّقاب و أخذ النزع ذا مكانه في الترتيب حاله حال تغير المنكر (اليد ثم اللسان ثم القلب)




و لا يخفى عندما تفترش صاحبة النّقاب حجرتها و لا تخرج الاّ للضرورة كم سيزيد ايمانها؟؟؟؟؟




و لسان حالها عندما تتطاير الصحف يا ليت قومي شرعوا في الحرب على النّقاب مذ بلغتُ سنّ المحيض....




فلا يضرنك اختاه سهام أصحاب النبل فسترجع عليهم كرجوع نبل قوم يأجوج و مأجوج ملوثة بالدّماء...




اهجري نواديهم و جامعاتهم فأنت بالقرآن مسكة و عنبرة بله حريرة و ديباجة...




فأنت الين من الأول و ازكى رائحة من الثانية شرط تتقفّي أثر محمد صلى الله عليه و سلّم و اّمّهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهم..




فكانت سودة و غيرها من النّسوة يخرجن بالليل اذا اردنا ان يتبرزن الى صعيد افيح فكان سواد لباسهنّ يتعانق مع ظلمة الليل بيد بنيّات الدّول الغربية و الشرقية منها عدلنا عن ذا الى وضح النهار على قارعة الطريق يتباهنّ و الله المستعان....




هل يستوي منْ كان بمقامك اختاه و مقامهنّ لا و ربّ الكعبة لا يستويان....




سعوا في الارض فسادا و افسادا ففسدت الشمس تنكيلا بهم و غضب البحر زجرا لهم و زلزلت الارض ان توبوا و لا يزال الران على قلوبهم ...




أختاه دونك النّقاب منقبة



.............................. فطوبى لك ثوابا و مكرمة



أختاه دونك الزّكام مطهرة



............................. يغتسل به ولدان و بنيّات أبرهة



فأنت الين بحجابك حريرة



.............................. و هنّ امثال شوكة و حنظلة



فأنت ازكى طيبا و مسكة



.............................. و هنّ عرف وبولٌ و روثة



فلا يغرنّك تصفيق أمَيّة



............................ فموعدهم بدر باذن ربّ البريّة



فكوني لرعاة الابل مرحمة



............................ و دع لنا النّزال والقتال و الملحة



أرادوك عارية الصدر و الهويّة



. ..........................فأنت مسلمة رغم عبّاد الصليب و اليهوديّة




اختاه انت لنا حصنا فإن كُسر بابه فلا سيف خالد سيعود و لا خيل عبيدة سيصهل اللهمّ الا وثبة تشابه وثبة القعقاع



و انّ الصبح لناظره قريب...

رأيتُ فيما يراه النائم...فكان مارية تميمة ليست كالتمائم



وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا....
فمن اراد دخول جنة مارية و حائطها و بستانها فبالله عليك برّك المولى بتبارك و حوقل و اختم بما شاء سبحانه.....
قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ...
جنة مارية اولها تسبيح و اوسطها تبريك و آخرها تمجيد الخالق في علاه....
هذه قسمة تلك الجنة و نصيبها من الزكاة...فعلى الداخل ربع الحق من تلك الاذكار و الاّ فحرام النظر اليها و التمتع بازهارها هذا مفتاحها و دونها الابواب....
فعذرا...قد سمعت همس انفاس البعض قائلا: قد اثقلت علينا بذكر مارية....قد اطنبت آذاننا بما نحن في غنى عنه...قد اعميت ابصارنا بالوان دون لون الاحمر...
فان صحّ سمعي و وعي القول قلبي فلا يسعني الا ان اكون معزّيا!!!!
فان بلغت ذكرياتي خمسون صفحة فمارية هي الذكريات بعدها فمن مدح صنيع الاول فليكمل مدحه لبيقية الذكريات....
فلا حديث بعد اليوم غير حديث مارية و هل كان حديثها ليس شكرا للخالق وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ...
كم هو مؤلم ان يقرأ حديث مارية من لم يُرزق بامثالها!!!!
كم هو موجع ان يسمع حديث مارية من كان عقيما!!!!
ذُقتُ مرارة ذلك فكانت المرارة بمثابة الحلاوة و هذا بعد حين....
فليسمع من اشتعل رأسه شيبا...و لتسمع من بلغت سنّ اليأس...ففي سمع هؤلاء و صبرهم اولى منازل السالكين...
و في سمع هؤلاء اعادة الامل مكان القنوط و ترجّي علام الغيوب....
فليسمع العلم باسره ان ابنتي كانت بعد فترة من اليأس...
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ...
فالى كل مبتلى فاصبر و احتسب...و الى كل معافى فاشكر و اذكر...
فصبرت سبعا كسبع يوسف سبع شداد ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ...

اسال الله في علاه ان يرزق من طلب الرزق و ان يوفّى من لم يسأل الحافا بالصبر و الاجر.....
فالله عند ظن العبد به فمن ظن به خيرا فكان خيرا و الا فلا خير....
مارية رأيتها قبل البشارة, فصصكت وجهي ءالد و انا حفيد العقم (ان صح التعبير...حيث لم اصل الى هذه الدرجة)!!!
رأيتها بمسمّى مريم و ظننتها انها مريم حيث توهمت الرؤيا فكانت مريم....
و فجأة رايتها تصلي و هي ابنة الساعة,راحة يديها عند تكبيرة الاحرام راحة الناضج العاقل,جسدها كبر فجأة و تحدثت اليّ فجأة....
فكانت المفاجأة....
اتت مارية و مارية على وزن مريم ان صح التعبير....فان رأيتها حسبتها ابنة ثلاثة اشهر و هي دونها باضعاف!!!
بدأت حكاية الرؤيا...
فيا ليت شعري ان يكون لها شأن عظيم....
ارجو المولى كما رجوته في دعائي لناصر السنة و قامع البدعة شامة الشام و شمس النجوم و قمر الكواكب الالباني رحمه الله....
فالحديث لمارية و عنها يجعلك تنضح باسرارك من دون حول و لا قوة....
خبأتُ الدعاء فاظهرته مارية...فهل هذا من فضلها؟؟؟؟
آدم عليه السلام عندما رأى ذريته رأى دواد ابنه فسأل عنه فكان الجواب انه النبي داود فسأل عن عمره فقيل ستون فطلب بان يؤخذ من عمره لعمر ولده فكان كما طلب....
و لذا انتحلت نحلة آدم عليه السلام و سلكت مذهب اول الانبياء فطلبت مرارا و تكرار بان يؤخذ من عمري لناصر السنة....
لان اللحظة عنده تهدي الملاين, و تنير درب الضالين فنفسه من هذا القبيل.....
فلو افترضنا انه زِيد في حياته رحمه الله عشر دقائق و تكلم بها حوالي نصف ساعة فكم و كم سيستفيد طلاب العلم من حديثه خيرا و هذا الخير اما بنشر سنة اميتت او بقمع بدعة انتشرت....او بتصحيح ما هو ضعيف او بتضعيف ما هو صحيح....

يا لله ما اجملك يا مارية و اجمل شيئ فيك ((( ان الحديث معك و لك))) يُخرج ركائز القلوب!!!
فمارية حميراء كعائشة رضي الله عنها غير شعرها الاسود فالحميراء ما جمع بين اصفرار الشعر و بياض الجسد....
و مارية ناعمة الملمس...عصبية الطبع...طويلة النظر...و غيرها كثير...
هذه مارية الان و سنكون معها باذن الله بعد اشهر قلائل....
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....

اقتربت السّاعة.... لرؤيا رأيناها




الحمد لله الذي ذهب بالنّبوة دون المبشّرات فكانت رؤيا المؤمن فالمسلم حتى الكافر مشكاة تهدي السبيل و ذه نعمة لو أحصيناها لعجزنا عفاصها ....
و الصلاة و السلام على علمٌ للساعة إذ بُعثَ و السّاعة كهاتين و أشار الى السبّابة و التي تليها و على آله و صحبه و من سار على نهجهم الى يوم الدّين.
أمّا بعد:
ما أكثر الرؤى التي نراها لكن قلّما هي التي نتوقف عندها للعظة تارة و للهدى تارة أخرى حتى استوقفتني رؤيا رأيتها في 8 شعبان لعام 1431 ه الموافق 22 تموز لعام 2010م قُبيل صلاة الفجر و ذا التوقيت ذو أهميّة بمكان يُدركه أهل الاختصاص رأيتُ فيما يراه النّائم كأنّه أُّذّن لصلاة الفجر و لم اسمع الاذان فرأيتُ اناسا يتوضؤن وضوؤهم للصلاة و الامام في الركعة الاولى مع منْ أدرك التكبيرة...
المهم كنتُ ممّن يتوضؤن فخرجتُ مع منْ خرج لادارك الامام و إذ بي أرى النّاس صالحهم و فاسقهم حتى النّساء السافرات في ذا الوقت ينظرون الى السماء فنظرتُ و اذا بساعة تُشابة ساعة اليد بثلاثة عقارب....
فاسرعتُ لادارك الامام فأدركته و لله الحمد في الركعة الثانية بيد انّ الامام مستدبر القبلة يحمل عنزة صغيرة اي عصا من خشبٍ و كلّف ابنه للنيابة عنه في الصلاة و هو دون البلوغ و كان ذا الصبيّ يرتل القرآن و هو ايضا مستدبر القبلة بصوت غريب مع تلحين واضح و كان من بين المصلين من يحاول أخذ مكبر الصوت من بين يدي الصبي و الوالد يضرب من يقترب من ابنه و هكذا...ثمّ اسيقظت
رؤيا تحمل رموزاً واضحة و جليّة و اليكم تبيانها بحول الله و قوّته فإن أصبتُ فمن الله تعالى وحده و إن أخطأتُ فمنّي و من الشيطان و الله منه براء....
الرمز الاول : الوضوء
الرمز الثاني صلاة الفجر
الرمز الثالث موقف الامام
الرمز الرابع امامة الصبي و تلحينه
الرمز الخامس ذاك المصلي من ترقّب الصبي
الرمز السادس الساعة في وسط السماء
الرمز السابع خروج الناس في ذا الوقت و النظر الى السماء...
بسم الله
من توضأ فهو أقرب من باب التوبة إذ الوضؤء يُسقط الذنب مع تقاطر المياء كما في الصحيح
و من ادرك ركعة فقد ادرك الصلاة كما في الصحيح ايضا...فهو بين امان الوضوء و امان الصلاة و لله الحمد.
و الامام دلالة على الائمة و غفلتهم الاّ ما رحم الله...إذ تركوا ما ائتمنهم الله عليه
و الصبيّ دلالة على الائمة حدثاء السنّ يشغلهم الصوت الحسن.
و ذاك المترقب هو الناهي عن المنكر الامر بالمعروف و هو قلة بين الناس
و تلك الساعة في السماء هي اشارة الى علامات الساعة و الدليل على ذلك:
رمز الساعة و عقاربها....
نظر الناس بجمع اصنافها لها...
و هذه لا يكون الاّ عندما تظهر علامة كبرى يراها كلّ الناس و وسط السماء ليراها كلّ الناس و كذلك علامات الساعة
ثمّ توقيتها في زمن الغفلة إذ صلاة الفجر وقت غفلة اكثر الناس بين نيام و قيام على ما يُغضب الربّ و الساعة لا تأتي الا على غفلة....
حتى المصلون كما في الرؤيا تأتيهم الساعة و هم اي اكثرهم يلعب...
و عندما رايتُ الساعة نظرتُ الى ساعتي فكانت غير متطابقة في الوقت و لو تطابقت لكانت صبيحة تلك الليلة على خبر عظيم...
و لو تذكرت كم كانت تشير الى الوقت لاستطعنا بفضل الله تقريب وقت تلك العلامة....
خلاصة ما رأيته:
ستظهر علامة من أشراط الساعة الكبرى الله اعلم ماهيتها و الناس في غفلة من هذا...نسأل الله السلامة
Powered By Blogger

المتابعون

من أنا