قائمة المدونات الإلكترونية

الأحد، 6 يونيو 2010

الدّمعة الالبانيّة



الحمد لله رب العالمين و الصلا السلام على سيد المرسلين و آله و صحبه أجمعين...
وبعد:
جاءني خبر وفاة الشيخ العلاّمة امير المؤمنين في الحديث, شيخ الاسلام من دون منازع, ناصر الدين اسمه, نصرة
الدين منجه, انه الالباني( رحمه الله)

جاءني خبر وفاته قبيل صلاة الظهر من نهار الاحد الثالثة و العشرين من جمادى الثانية من عام 1420ه...
تلفّت يمنة و و شمالا": ماذا اصنع؟ و من اعزّي؟ و كيف انعي؟.....
و نسيت السنة في كل هذه الامور و ما انسانيه الا الشيطان...
ثم تذكرت انّ للشيخ كتابا" عن هذا الموضوع فعندها اخذت اقلّب كتبه كتابا" كتابا" حتى وقعت يدي على
كتابه الفريد و الغريب( احكام الجنائز )...
فعندها هدأ روعي و بدأت اسيقظ شيئا" فشيئا"و كأن هناك نورا" قذف في قلبي و لله الحمد...
و بدأت قراءته بتدبر و امعان و بدأ ت الامطار الغزيرة تزرف من عيني حتى بلّ الكتاب و خشيت من اتلافه...
ثم و بعد قليل ازدت بصيرة على بصيرة بفضل الله و تعلّمت أو بالاحرى تذكرت كيفية النعي الجائز من غيره
و نعيت الشيخ كما ينبغي بعيدا" كل البعد عن انواع النياحة المذمومة المحرمة كالاعلان فوق المنابر و في
الاسواق...

و قبل موت الشيخ بفترة استمعت الى شريط من اشرطته و العجب من ذلك الشريط تلك المحاضرة:\
صوت نديّ,كلمات رائعة, عبرات خالصة, دمعات صادقة...
انّها كلمات الشيخ و عبراته الممزوجة بدمعاته...
ذالك هو التواضع المفقود, و الاسلوب المدفون...
فقد بدئت المحاضرة بمقدمة القاها شابّ حسن الصوت و الاسلوب و كانت كغيرها من مقدمات المحاضرات
( شكرا" للشيخ و ثناء" عليه و على علمه و دعاء" له بالخير و الاثابة...
و لم يكن في المقدمة شيء من الاطراء و المبالغة في المدح و انما اشتملت على بعض المدح و الثناء المتواضع
ثم ختم المقدّم كلامه ليبدأ الشيخ(رحمه الله) محاضرته:
بدأ الشيخ بخطبة الحاجة و في صوته ضعف و خشوع....ثم قال:
(((اشكر الاخ على كلمته و على ثنائه و ليس لي ما اقوله لقاء ذلك الثناء الاّ الاقتداء بالخليفة الاول ابي بكر
الصديق الذي كان الخليفة الحق و الاول لرسول الله صلى الله عليه و سلم)))
و لم يكن صوت الشيخ_رحمه الله_ يزداد الاّ تقطعا" و ضعفا" و خشوعا" ثم قال:
(((و مع ذلك فكان اذا سمع-رضي الله عنه- شخصا" يثني عليه خيرا" و اعتقد ان ذلك الثناء مهما كان صاحبه
قد غلا فيه فما دام انه خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو بحق و مع ذلك)))
و هنا انقطع صوت الشيخ و بكى طويلا" و سمعته يقول مخافتا"((( الله المستعان)))
ثم سكت و نشج و انتحب ثم اكمل فقال:
((( و مع ذلك كان يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون)))
ثم سكت ثم اكمل:
((( و اجعلني خيرا" مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون)))
و بعدها انقطع صوته مرة اخرى و بكى ثم قال:
(((هذا يقوله الصديق الاكبر فماذا نقول نحن من بعده؟
فاقول اقتداء" به اللهم لا تؤخذني بما يقولون و اجعلني خيرا" مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون)))
ثم اضاف الشيخ و هو يبكي فقال:
(((الحق و الحق اقول لست بذاك الموصوف الذي سمعتموه آنفا" من اخينا الفاضل و انما انا طالب علم لا شيء آخر)))


الى محبّي الشيخ رحمه الله:
قبل وفاة بقليل زاره من زاره و عاده كثير من الناس و حمّل الشيخ لبعض الزائرين امانة و ذلك بقوله له:
(((بلّغ سلامي الى كل من يحبني)))
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته.
و عليك السلام يا مصفّي السنة....
و عليك السلام يا مربّي الامة....
و عليك السلام يا قامع البدعة...
و عليك السلام..................

ليست هناك تعليقات:

Powered By Blogger

المتابعون

من أنا